#انثى_جريئة
#الفصل_الثامن
سيدة وقورة حنونة ولكنها صارمة دخلت الى حيث يجلس زياد وزوجته وابناءه ادم واحلام نظرت لهم نظرة ترحيب ، فجلست على الاريكة باريحية
زينب بجدية ولهجة صعيدية : اخبارك ايه يازياد ، عامل ايه في حياتك ، بقالك كتير مانزلتش عالبلد زي عوايدك ، خوفت ليكون حوصل حاجة
زياد بابتسامة متوترة : لا ابدا يازينب هانم مفيش حاجة تستدعي خوفك ده كل الحكاية اني كنت مشغول اليومين دول ورجوع ابني انهاردة خلاني انسى كل حاجة
زينب وقد انفرجت شفتاها بابتسامة : هو بشنمهندس ادهم رجع عبلده ، حمدالله عسلامتو
خيرية بفرحة : طيب حتتبسطي لما تعرفي مين اللى موجود معانا هنا دي ....
قاطعها زياد بجدية : ايه ياخيرية يعني ينفع الهانم تيجي لحد بيتك وماتضيفيهاش حاجة ، ده حتى عيبة في حقنا
زينب بشك : زياد في ايه انت ومرتك مخبيين حاجة عليا ولا ايه ، قولوا من غير لف ودوران
زياد بتوتر وخوف : لا مافيش حاجة ياهانم ، بجد مافيش حاجة دي خيرية حتقولك ان بنت اختها رجعت من سفرها كمان وحتيجي تزروها هنا
ساد صمت مخيف في المكان وهي تنظر له بحدة ، رن هاتف ادم فاستأذن منهم وخرج ليكمل مكالمته ، ايضا احلام استأذنت منهم وذهبت الى غرفتها
زينب بضيق : زياد ولادك قاموا احكي عطول انا عارفاك لما بتبقى متوتر وخايف
زياد باستلام متوتر : حاضر حقول بس عاوزك تتقبلي الخبر بدون عصبية او خوف
زينب بتوجس : طيب قول وانا اللى حقرر
زياد بجدية : انتي عارفة انو اخوكي امجد ومراته ناهد كان عندهم بنت اسمها الاء صح
خيم حزن عميق وجرح لم يندمل رغم مرور وقت على موتهم فلمعت عيناها بالدموع التى ابت ان تنزل
اكمل زياد : وهما ماتوا ووصلك خبر ان بنتهم ماتت معاهم
انتظرت ان ينطق بتلك الجوهرة التى تقف بحلقه تكويها الما وشوقا وخوفا
زياد بتنهيدة : الاء لسا عايشة يازينب هانم وجت من حوالي اسبوعين وهي موجودة هنا عندنا في الفيلا ، جت علشان تشوف حتعمل ايه وتستقر هنا
صدمة سيطرت على اطرافها وتجمد جسدها ابنة اخيها حية ، بها انفاس وانفاسها تحيط بها من كل جهة ، الان سمحت لدموعها بالهطول وتجري على وجنتها كشلالات ، لم تنطق ، لم تبدي اي حركة فقط دموع
زينب بدموع : زياد حيدتك معايا صوح ولا بتضحك معايا ، بنت اخوي اهني ، بنت اخوي مامتتش لساتها عايشة ، احلف باللى خلقك
زياد بابتسامة : والله العظيم عايشة وهي هنا
تمتمت زينب بالحمد والشكر لربها وبدأت دموع الفرحة تنزل من مقلتيها
في حديقة منزلهم تجلس مقابله على كرسي بحنق وضيق من تصرفه معها ، اما هو فنظر يتأملها بتحدي وجرأة
الاء بضيق : انت ياعم حتنطق ولا ادخل ليهم علشان اروح من خلقتك دي
ادهم بابتسامة باردة : اهاااااا حتكلم اهو بس خلقتي دي حتتصبحي وتتمسي بيها كل يوم يااااا يامدام ادهم الحسيني
الاء بغضب : اخلص في يومك ده ايه اللى عاوز تتكلم فيه وليه عاوز تتجوزني مع انك عارف انا مش طايقاك ولا طايقة القعدة معاك وانت عارف السبب
ادهم بضحك : ياااااه هو انتي لسا فاكرة ، ده عدى عليه اكتر من 15 سنة فاتوا لما كان عمرك 12 سنة وحضرتي 18 سنة ليه بتفتحي القديم ياالاء انسي انسيييي
الاء بحنق : انا مابنساش الاهانة دي ابدا مابنساش انك اتهمتني بانوثتي ، مابنساش لما قولتلي اني عمري ماحبقى انثى بحق ، انا كنت ولد بالنسبالك كنت بتشبهني بالرجالة في كل تصرفاتي ، انت لما حد يتهمك ويقول عنك انك سيس ومخنث وبنت وبتتصرف تصرفات بنات حتعمل ايه
تحول هو المجني وهي المجني عليها ، تعكس كل ماقاله لها عليه ، ترى كيف سيكون رد فعله انذاك اذا تم تشبيهه بالاناث ، تذكر كيف سخر منها عندما كانت تلبس البناطيل الصبيانية وتقص شعرها كالصبيان ، تذكر عندما وضعها في غرفة بها ذكور ضايقوها واذلوها وهو ينظر اليها فقط لانها تحدته واهانته ، كسر غرورها آنذاك ، ضحكة سخرية خرجت منه عند اعترافها له بحبها ، نعم هي احبته وعشقته من اول نظرة وقعت عليه عيناها ولكنه فضل واحدة اخرى انثى بحق ، عند هذه الفكرة غضب بشدة وضغط على قبضتيه بقوة ، ابتسمت في انتصار مكسور
الاء بحزن : افتكرت دلوقتي ، افتكرت لما اعترفتلك اعتراف اول مرة احسو معاك ، اعتراف طفولي ، اول مرة قولتلك انك اماني ، لما كنت بقولك فسحني زي مابتفسح جنى ، فاكر جنى ولا لا ، قولتلي انو هي حتبقى اكتر منك انوثة
ثم قالت بسخرية : اهي بقت انثى بجد ، اللى يشوفها يقول انها فتنة
ادهم بسرعة وبدون تفكير : بس انتي اكتر فتنة منها
اندهشت الاء من حديثه وصدمت من رده المفاجئ ، نظرت له فهالها نظرته لها كانت تشع حب او تيه او شوق او رغبة ، نظرت واطالت النظر فتأكدت انها نظرة تشع حب وندم على مافات
اشاح ادهم بنظره الى الارض فقال : انا بصراحة عاوز انسى اللى فات ماكنتش وقتها فاهم كنت صغير وطايش مكنتش فاهم يعني ايه حب ، انا دلوقتي عاوز احميكي منهم ومن نفسي كمان ، مش عايز حد يأذيكي ، حتى لو كان انا ، انا حتجوزك مش شفقة ولا ندم بس ححميكي وحتكوني تحت جناحي وحمايتي قولي رأيك ايه
الاء بسرعة : وتلتزم بالاتفاق انك تطلقني بعد كدة
نظر لها ادهم نظرة اوجعت قلبها واثلجت صدرها وخدرت اطرافها فهي مازالت تحبه بل تعشقه ولكنها استاذة في ان تواري حبها وعشقها ، نظرة الم وعتاب وايضا لم تخلو من نظرة الحب ، تنهد ثم اومأ برأسه بمعنى موافق ، فأومأت ايضا بموافقة
نهض من مكانه وهي ايضا وتحرك امامها وهي خلفه يبكي قلبها وجعا وايضا قلبه ولكن يستحقه وستداوي جرحها قريبا ، وكونها ستكون بقربه ستعذبه اولا ولكن في النهاية يوجد بصيص امل........
رن هاتفها النقال وهي تمشي ذهابا وايابا تحمل في يدها كتابا تدرس منه تهيئ نفسها لامتحان الغد فالتقطته بيدها تتطلع الى الاسم فنبض قلبها فرحا وقفزت عاليا كالاطفال وهي تضحك ومن ثم رسمت علامات الجدية على وجهها وفتحت الخط
احلام بابتسامة : السلام عليكم
جاسر بابتسامة : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ، ازاي اميرتي النهاردة عاملة ايه في المذاكرة
احلام بضحكة خافتة وصلت لاذنه فأذابت ماتبقى من عقله وقلبه فاستند على كرسيه يتنهد بحب ويغمض عينيه ليطرب اذنه بسماع صوتها وانفاسها
احلام بابتسامة : الحمد لله بكرة اخر امتحان واخلص من قرف الامتحانات ، بيبقى فاضل تيرم واحد
جاسر بضحكة خافتة : الحمد لله ، قدمي كويس ، لانو انا عارف حبيبي شطور اوي وحيجيب مجموع كويس في الجامعة
ثم قال بمشاكسة جريئة : وبحمد ربنا كمان انو مش فاضل الا تيرم وبعديه حتكوني في بيتي وفي حضني
هنا لم تحتمل ابدا ولم يحتمل قلبها ، فجلست على طرف سريرها تضع يدها على قلبها وتتنفس بسرعة
احلام بصوت خافت : انت اخبارك ايه ، عامل ايه ، وحشتني ونفسي اشوفك بقالي فترة ماشفتكش
جاسر وقد حسم امره وصرخ قلبه وعقله معا بجنون عاشق اذابه عشق محبوبته ويسكره عطرها
جاسر بجنون ولهفة : اخرسي يااحلام انتي بتعملي لقلبي ايه انا مش قادر صوتك بيدوبني ، حجيلك استنيني ، انا بحبك اوي ومش قادر خلاص لازم تخلصي التيرم في بيتي ، انا جيلك اقفلي ، ولو اتكلمتي كلمة تانية حيكون فرحنا بكرة
احلام بضحكة ساحرة افقدته الباقي من عقله فزمجر بوعيد : ماشي يااحلام لما اجي حشوفك وحطلعه كلو عليكي ، انتي كدة بتدمريني وانا مش قادر ، اقفلي مسافة السكة ، سلام
اغلق الهاتف بشدة فبدأ يلهث بحب وجنون ورغبة باحتوائها في احضانه واشتمام عطر شعرها وتحسس وجنتها وصولا لرقبتها ، هنا تنهد ولملم اغراضه من هاتفه النقال وسلاحه وضعه على خصره ومفاتيح سيارته ، خرج من غرفته يمشي بسرعة لم يلحظ تلك التى نظرت له برغبة انثى ترغب بالمزيد ، فوضعت هدفها ، هو
كان هناك يجلس بتوتر وبيده هاتفه وينتظر مكالمة مهمة لا يعرف ماذا سيحصل بعدها ، انتظر وانتظر ثم طال انتظاره حتى شعر بالملل ومان سيهم بالنهوض والمغادرة الا ان صوت هاتفه افزعه ووتره وزاد خوفه فالتقطه وتطلع الرقم ثم اذدرد ريقه بخوف
ثروت بثبات متوتر : يااهلا بالباشا ، ازيك ياباشا
الطرف الاخر بضحكة : ياالله ، حاسس بتوترك هدا ياثروت ، انت متوتر كتير ، يعني عارف انا ليش اتصلت فيك صح هدا الحكي ولا لا
ثروت بجدية مزيفة : ياجميل باشا انا مقدر اللى انت فيه وعارف انت غضبان ليه بس مش ذنبي انا بردو رجالتك ليهم دور كمان
جميل بمشاكسة : شو ثروت راح تطلع حالك منها براءة يعني وتخلي الذنب عليا انا ولا شو ، انت بتعرفني بس مو منيح
ثم اردف بهدوء مرعب وخافت : خاف على حالك ياثروت وعلى بنتك ولا نسيت جنى ياثروت ، البنت تلاقيها وتحطها قدامي معاها ورق يودينا كلنا في مصيبة وانت اولنا صح ياثروت ياحبيبي ، سلام دور عليها كتير منيح جيبلي ورقي والبنت كمان مش عايز دليل فاهم عليا
اغلق جميل الخط في وجه ثروت الذي ماذال يمسك الهاتف في يده وينظر الى الفراغ بخوف وتوتر ، هو لا يعرف اين هي ، ولا الى اين ذهبت سوى انها نزلت الى مصر ، بحث عنها في كل مكان من المفترض ان تكون به ، جلس على كرسيه بتثاقل وكسل وحيرة ، فأصر على نفسه انه سيظل يبحث عنها فهي ستضيع عمره الذي جاهد كثيرا لبناءه ، قتل ونهب وتجارة مخدرات وحتى تجارة الاعضاء ، فلم يعلم ان الله يعطيه في الدنيا كل الاموال والسعادة ولكنه يغفل عما سيحصل له في الاخرة ، ااااه مسكين ادم كم يظلم نفسه