لم تبدأ قضية اللاجئين العرب المعاصرة، هذه الأيام. فقد كانت بالنسبة لأبناء هذا الجزء من العالم واقعا معيشا. ولا يكاد يوجد بلد حادثة سقوط رافعة فى الحرم المكي عربي، إلا وكابد من نتائجها. صحيح أن أعداد اللاجئين، تضاعفت بعد ما عرف بالربيع العربي، عدة مرات، لكنها لم تبدأ بها.

فقبل أقل من عقد، وتحديدا حادثة سقوط رافعة عام 2003م، احتل العراق، من قبل الأمريكيين. ودشنت عملية سياسية، على أساس صور حادثة سقوط رافعة القسمة بين الهويات الطائفية والعرقية. ولعبت الميليشيات الطائفية أدوارا رئيسية فيديو حادثة سقوط رافعة في تثبيت العملية السياسية الجديدة، من خلال مطاردات منهجية، للقوى التي لم تتماهَ مع مشاريع القسمة. وتحت قرارات الاجتثات، جرى تصفية عشرات الآلاف من العراقيين، ومورس بامتياز منهج القتل على الهوية. وتسبب ذلك في تشريد أكثر من ستة ملايين من البشر، لخارج وطنهم، إلى البلدان المجاورة. وكانت حصة الأسد من اللاجئين العراقيين من نصيب سوريا والأردن، ودول الخليج العربي واليمن.

ولم يكن احتلال العراق، نقطة البداية في هروب المضطهدين العرب، إلى الخارج. فقد هاجر أبان حقبة الاضطهاد العثماني، عشرات الآلاف من بلاد الشام، إلى الأمريكتين، والقارة السوداء، واستراليا. وتكونت بالخارج جاليات عربية ضخمة، كونت جمعيات خاصة بها في البلدان التي هاجرت إليها. ونشأ الأدباء والكتاب والمفكرون. وبرزت أسماء كبيرة، أسهمت في إثراء الأدب والفكر العربيين. لعل أبرزهم ميخائيل نعيمة وجبران خليل جبران وأمين الريحاني وإيليا أبو ماضي والشاعر القروي.