الفضول حب المعرفة عكس التطفل لأنه مذموم أي التتطفل في شؤون الغير ومن تدخل فيما لا يعنيه سمع ما يرضيه كما يقول المثل وفي حالة إبعاد شخص يعد فضول محمود مثل إبعاده من غرق أو حريق أما الفرجة على حوادث الطريق فهو نوع من الفضول وفي هذه الحالة يسمى تطفلا أي تحول إلى النقيض.


فالفضول والتطفل وجهان لعملة واحدة الأولى مرغوبة والأخرى مذمومة أي على النقيض فلا تتبع أخبار الناس لأنه من راقب الناس مات هماً هذا ما نجده مكتوبا يكتبه أصحاب المطاعم منعاً للحسد وبأنه يكسب في اليوم كم ويضربها في الشهر ومن بعد في السنة فلو هو تمنى أن يكون مثل صا حب هذا المطعم في الربح رغم أن كل ما يتمناه المرء لا يدركه لأن الأماني المجردة لا تحقق الأحلام ولكن العلم هو الذي يحقق الأحلام فتصبح واقعاً يمشي على قدمين وليس وهماً لأن الوهم من الأمراض بل ومن أحلام اليقظة التي تعدّ من الأمراض النفسية ولا يتمنى على الله الأماني لأنه من جد واجتهد ممكن أن يصل إلى الثريا وإن كان على الثرى ألا وهي الأرض لأن لكل مجتهد نصيبا ومن طلب العلا سهر الليالي.
أما تتابع عورات الناس وسيئاتهم فإنك كلك عورات وللناس ألسن ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة ونحن جميعاً نطلب الستر من الله إلا أن اليد العليا خير من اليد السفلى فمن كان آمناً في سربة عنده قوت يومه فإنه ملك الدنيا ألا إن الغد بيد الله ولهذا نقدم له كلمة إن شاء الله وإن لم يشأ لم يكن فالتوكل على الله غير الاتكال لأن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة فعندما وجد سيدنا عمر بن الخطاب شاباً متفرغاً للعبادة وأن أخاه يعمل ليصرف عليه فقال بأن أخاه أفضل منه فاعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً ولعمل لأخرتك كأنك تموت غداً خير لك أن تجعل أبناءك أغنياء ولا تجعلهم بعد موتك يسألون الناس ويتسولون.
أما التكافل الاجتماعي فهو مساعدة الغير ومشاركة الناس في أفراحهم وأتراحهم ولا تعش بعيداً عن الناس أو منعزلاً عنهم حتى ولو نالك منهم الأذى فقال شاعر العربية الكبير أبو الطيب المتنبئ:
الناس للناس من بدو ومن حضر
بعضهم لبعض وإن لم يشعروا خدم.
وبعض الأطفال من شدة الفضول إلى المعرفة قد يسألوا أسئلة يخجل أهلهم عن الإجابة عنها مثلما أن يسأل الطفل كيف جاء إلى هذه الحياة وهو لا يعرف بأن خلقنا أزواجاً أي من ذكر وأنثى وبهذا يدرس للطلبة في حصة العلوم عن حبوب اللقاح التي ينقلها الهواء أو الحشرات الطائرة مثل النحل والفراش.
و»الشمار» أي التطفل من خلال الموبايلات أو ما يسمى تتبع أخبار الغير لا يكفي ما تنقله وكالات الأنباء والفضائيات ولهذا كانت التلفزيونات والموبايلات والإنترنت ووسائل الاتصال الاجتماعي مثل الفيس بوك والتويتر.
ويقول الدين مايلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد وقد يلفظ الإنسان كلمة لا يلقي لها بالا فترديه في نار جهنم ولكن الله لا يحاسبنا عن اللغو فمن كثر لغوه كثرت أخطاؤه.
وإن الإنسان يترك مالا يعنيه فقد تسألوا عن أشياء تسؤوكم كما يقول الدين وما تحدث الناس في السياسة إلا بسبب ضيق المعايش لا أن السياسة دخلت في حلة الملاح وليس العيش والخضار واحدهما مربوطين بحياة الناس المعيشية أو كما قال سيدنا معاوية بن أبي سفيان في السياسة لو كان بينه وبين الناس شعره إذا شدها الناس رخيتها لهم وإذا رخوها شددتها لهم أو ما يسمى اصطلاحاً بشعرة معاوية التي لا تنقطع.
فضول النظر فالنظرة الأولى لك والثانية عليك وذلك بالطبع منبوذ قل للمؤمنين أن يغضوا أبصارهم وقل للمؤمنات أن يغضضن من أبصارهن،
لأن النظرة سهم من سهام إبليس ولأنها مفتاح للشهوة وأن مع الإنسان ملائكة مكرمين يجب أن يستحي منهم
فإذا سمعتم صياح الديك فابشروا وكبروا لأنه قد رأى ملكاً، أما إذا سمعتم نهيق الحمار فاستعيذوا لأنه رأى شيطانا.