تذكر فضل الزمان


تذكر فضل الزمان


من عرف رمضان بفضله، وأيقن بموسم الغفران وعلو منزلته، علت همته لاغتنامه، وسمت نفسه لمبادرة ساعاته، ولم يفرط بلحظة من لحظاته ليقينه بأنه إن فاتته هذه الأيام فلن تعوضها كنوز الدنيا بأسرها؛ وصدق الله: }قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالْآَخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنِ اتَّقَى وَلَا تُظْلَمُونَ فَتِيلًا{ [النساء:77]، وإن انتهى ولم يغتنمه عاش الحسرات في آخره ، كم تحسر أكثرنا عند نهاية رمضان كل عام مضى، لعدم اغتنامه وفواته عليه، فهل سيكون الحال مثله هذا العام؟!

إن رمضان موسماً تضاعف فيه الحسنات، وتكفر فيه الذنوب والخطيئات، أيامه سبيلك إلى الجنان، وصيامه يقربك من الرحمن، يسمو بنفسك، ويطهرها من درن الذنوب والمعاصي، ليلة خير ليل فيه تنزل أعظم كتاب، قامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحث أمته على قيامه، وبشرهم أن قيامه وصيامه يكفر الذنوب والسيئات، فيه ليلة العبادة فيها تعدل عبادة أكثر من ألف شهر، الصدقة فيه ثوابها يضاعف، والعمرة فيه كحجة مع نبيك، والدعاء فيه مسموع، وعطاء الرب للعباد عليهم ممنوح، من مات بعد صيامه يرجى له حسن الختام.

فهل سمت همتك للعمل الصالح فيه؟