أكثر ما لفت انتباه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في قمة كامب ديفيد مع القادة الخليجيين، ومن ناب عن بعضهم، هو صغر سن ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، إلى درجة أنه عبّر بالصوت والصورة عن إعجابه، وقال عن الأمير المتم 30 سنة من عمره في أغسطس المقبل، إنه "يتمتع بحكمة تفوق سنه"، وفق ما سمعناه في المقابلة التي أجرتها "العربية" معه يوم الجمعة الماضي.

الأمير محمد بن سلمان دخل "نادي المشاهير" الصغار السن، ممن عرف التاريخ عدداً منهم تقلدوا مناصب مهمة في بلادهم، حتى وقيادية رئاسية وملكية، وخرجوا مفلحين أكثر بمرات من كبار بالسن سبقوهم، ومن بين من تصنفهم "العربية.نت" كان الاسكندر المقدوني الذي تسلم الملك عن أبيه الراحل قتيلاً، وبالكاد عمره 20 سنة، إلا أنه غيّر مسار التاريخ وبنى إمبراطورية قبل مقتله بعد 10 أعوام، محدثاً في العالم تغييرات إيجابية، بعضها ثقافي وجيوسياسي مستمرة آثاره حتى في هذا القرن الواحد والعشرين.

نابليون، المولود في 1769 بجزيرة كورسيكا، أصبح "جنرال الجيش" وعمره 26 سنة، ولم تمض 3 أعوام إلا واحتل مصر في حملته الشهيرة، بل أصبح إمبراطوراً على فرنسا وعمره في 1804 أقل من 35 بأشهر، وقبله في تاريخ العرب والإسلام قاد صغار السن جيوش الدين الحنيف إلى حملات في فتوحات ببلاد الشام والعراق والفرس المجاورة، أو حتى البعيدة آلاف الكيلومترات بشمال إفريقيا.

أحد أشهر "الصغار" سناً، كان الصحابي أسامة بن زيد بن حارثة، فقد ولاه النبي الكريم قيادة جيش المسلمين ليتوجه به ويغزو الروم في الشام حين كان عمره 20 سنة فقط، إلا أنه تأخر بالوصول بالجيش إلى هدفه حين بلغه مرض الرسول في المدينة، فلما توفي النبي وبايع المسلمون أبا بكر الصديق خليفة، حافظ الخليفة الأول على قيادته للجيش، فمضى أسامة وغزا وعاد ظافراً منتصراً، وأثار الإعجاب.


الاسكندر المقدوني بنى امبراطورية وعمره أقل من 32 عاما، ونابليون احتل مصر حين كان عمره 29 سنة. تحت من اليمين أحمد زوغو وماريو فريك والسيراليوني فالنتين ستراسر والمكسيكي روك غونزااليس غارزا