دائماً الإنسان عندما يقوم بإسداء معروف أو مساعدة لأحد من الناس يشعر بالرضا عن نفسه وهو شيئ محمود لا سيما إذا نتج عنه شكر الله عز وجل الذي جعلك سبب في مساعدة الأخرين أو تقديم يد العون لهم واحيانا اخرى نقوم بطاعات لا يقوم بها من حولنا ونعتقد اننا افضل منهم ولكن
قد يكون الرضا شيئ مذموم إذا نتج عنه العُجب بالنفس وكما نعلم أن العُجب بالنفس هو أول طريق هلاك الإنسان أو بداية النهاية فالكبرياء الذي يصيب الإنسان يُبنى على قاعدة واحدة ألا وهي العُجب بالنفس والله عز وجل يقول في كتابة الكريم " إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا " [النساء:36]
وقد حذر النبي صلى الله علية وعلى آله وسلم من الكبرياء فقال في صحيح مسلم من حديث ابن مسعود " ولا يدخل الجنة أحداً في قلبة مثقال حبة خردل من كبرياء " فهل رأيت أن الكبرياء يوجب النار والعياذ بالله وقال أيضاً في صحيح مسلم من حدبث عبد الله بن مسعود " لا يدخل الجنة من كان في قلبة مثقال ذرة من كبر فقال أحد القوم يا رسول الله إن أحدنا يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة فقال النبي : إن الله جميل يجب الجمال , الكبر بطر الحق وغمط الناس" فها أنت ترى حديث النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن الكبر فيه هلاك للإنسان فالكبر بطر الحق أي رد الحق وغمط الناس أي تحقير الناس
ودائماً ينظر إلى الناس بعين فتملؤها الحقاره أو أنهم أقل منهم أو أنه أفضل منهم ومن ظن أنه خير الناس فهو شرّهم والكبر دائماً لا يتأتي إلا بالعُجب بالنفس فترى المتكبر دائماً يُزكي نفسه وإذا ذهب إلى مكان يُثني على نفسه

ففي الصحيحين من حديث ابن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتي ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " هل رأيت ما قاله الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أنه قد يكون هناك شخص يعبد الله كثيراً ثم قبل موته بقليل يعمل ذنب أو معصية فيموت على ذلك ويُختم له على ذلك ويدخل النار وهذا دليل على عدم الإخلاص فلو كان مخلصاً ما كان جزاءه هذا وأيضاً قلوب العباد بين اصبع من أصابع الرحمن
فقد تُعجب بعملك القليل الذي تظن أنه عظيم لأن النفس دائماً تري ما تفعله من الطاعة البسيطة عظيمة وتري ما تقترفه من الذنوب العظيمة صغيرة فقد تجد فجاة أن قلبك تحول من النقيض إلى النقيض لأنك لم تكن مخلص ومنكسر ومتذلل لله عز وجل كما أمرنا فتجد نفسك تُقبل على المعاصي وحدث لك فتور في الإيمان وهذا بسبب إعراضك عن الله عز وجل

فلا تمدح نفسك ولا تمنّ بما تعمل لأنك مهما فعلت لن تؤدي شكر نعمة من نعم الله عليك ويجب عليك أن تتذكر أنك أشر الناس لو لم يعفوا الله عنك

صيد الفوائد