أثارت العواصف الجوية "هدى" في الأردن، و"زينة" في لبنان، والتي ضربت منطقة شرق وشمال البحر المتوسط منذ شهر، ثم العاصفة جنى التي ضربت منذ صباح اليوم الخميس، الأردن ومصر وفلسطين ولبنان وسوريا، الكثير من الأسئلة؛ لعل أبرزها السؤال المتعلق بسبب تسمية الأعاصير بأسماء نساء في الغالب.


في القرن السابع والثامن عشر الميلادي، كانت تطلق أسماء القديسين على الأعاصير والعواصف الجوية، مثل إعصار "سانتا آنا" و"سانت فيليب"، اللذين ضربا بورتوريكو في العام 1825، ولكن بشكل رسمي تعود بداية التسمية إلى عالم الأرصاد الجوية الأسترالي كليمنت راج، الذي أطلق على العواصف الجوية أسماء البرلمانيين الذين كانوا يرفضون التصويت على منح قروض لتمويل أبحاث الأرصاد الجوية.


وفي بداية القرن الماضي، تمكن السياسيون من أن يبعدوا أنفسهم عن التسمية بأساليبهم الملتوية، فألصقت التسمية بالعنصر النسائي الأضعف، ويرى البعض وجود توافق بين العواصف والنساء؛ "فالمرأة يصعب التنبؤ بعنفها، وصاحبة مزاج متقلب، وذات بطش عندما تكره، وتظهر غضبها ولا تكتمه كحال العاصفة الجوية".


بعد ذلك، في العام 1953 بدأ مكتب الأرصاد الوطني في الولايات المتحدة، تبني سياسة تسمية العواصف بأسماء سهلة وسريعة، وكانت دوماً تسمى بأسماء الإناث، في المكتب الذي يسيطر عليه الرجال.


في عام 1970 زاد عدد النساء الخبيرات بالأرصاد الجوية، وقدمن احتجاجاً على التسمية الدائمة للأعاصير بأسماء الإناث، وتم تغيير أسلوب التسمية عام 1978، ليطلق أسماء الذكور والإناث على الأعاصير على التتابع.


ويمكن للدولة التي تأثرت بشكل كبير بالعاصفة الجوية، طلب إدراج اسم العاصفة ضمن قائمة "التقاعد"، ويعني ذلك عدم إمكانية استخدام الاسم مرة أخرى لمدة عشر سنوات على الأقل، ومن الأسماء المتقاعدة في الولايات المتحدة "هوغو" و"ميتش" و"غلبيرت" و"كاترين" و"جوي" و"أليسكا"، فهل ستودي العاصفة باسمي "زينة وهدى" ولاحقاً "جنى" وتلقي بهم في قائمة "المتقاعدين"؟!