ضرب معلم أروع الأمثلة في الأبوة الحانية والصادقة بتعامله مع أحد طلابه، الذي تأخر والده عن الحضور إلى قرب
أذان العصر، وظل ينتظره حتى حضر أحد أقربائه لاستلامه.

وتبيّن التفاصيل أن المعلم "أحمد حماد"، الذي يعمل معلماً بإحدى المدارس التابعة لتعليم الشرق بالعاصمة المقدسة، وافق
أن يكون موعد مناوبته اليوم الاثنين؛ وهو ما يلزمه بالبقاء بالمدرسة بعد انصراف الطلاب لمدة نصف ساعة كحد أقصى
لضمان وصول آبائهم إليهم، ولاسيما من هم في المرحلة الابتدائية.

وبالفعل ظل المعلم ينتظر الطلاب حتى انصرفوا جميعاً، وظل أحدهم ينتظر حضور ولي أمره من نحو الساعة الثانية
عشرة إلى قبيل أذان العصر؛ ما جعل المعلم يدخل الطالب معه في مركبته برفقة أبنائه، الذين غلبهم جميعاً النوم في
المركبة، وانطلق بهم إلى أحد المطاعم لتناول الغداء برفقة أبنائه، وطالب الصف الثاني الابتدائي.

وبعد ذلك حضر أحد أقارب الطفل للمدرسة، وسأل عنه، وتم الاتصال بالمعلم لإخباره بأن ولي أمر الطالب موجود عند
المدرسة؛ ما جعل المعلم يحمل غداءه معه وبرفقته أبناؤه الثلاثة والطالب، ويسلمه لولي أمره، مناشداً إياه الحرص على
الوجود في وقت انصراف الطلاب؛ إذ إن المعلم وجد صعوبة في التواصل مع الطالب، الذي لا يعرف منزله أو رقم
هاتف ولي أمره.

يذكر أن هناك تعاميم تنص على أن يتولى معلم وإداري مسؤولية البقاء بعد انتهاء الدوام الرسمي لحين انصراف آخر
طالب من المدرسة، وفي حال تأخره يتم تسجيل رقم واسم الطالب، والتواصل مع ذويه، أو إيصاله إلى منزله، في لمسة
وفاء من المعلم لتلميذه.