ســــامر العـــنـــيــني
أصبح الاحتساب بمحافظة ينبع مهنة من لا مهنة له والتملق والتسلق بإسم الدين شيء من السهل القيام به وتجييش المشاعر بشكل خاطئ لا يتطلب أكثر من رسالة (واتساب) وهذا ما حدث فعليا في وصايا بعض المحتبسين فكريا وذلك بالمطالبة في إغلاق فندق شهير أصبح بوابة سياحية لمحافظة ينبع شاء من شاء وأبى من أبى بخدماته التي يندر أن يقدمها أي نزل سياحي من حيث التنوع , وأتت الرسائل تنتشر على الهواتف المحمولة بشكل كبير كأن هنالك دعوة لغير الله في هذا المكان والصمت عن هذه الوصايا الشيطانية أمر خاطئ ويجب أن تحارب هذه الوصايا أمنيا وفكريا لتأثيرها الكبير على المجتمع فعندما يتفرغ البعض لمناقشة تقديم (الشيش) عبر خطبة الجمعة أجد أكثر من علامة استفهام لتفريغ المنبر لأمور خلافية أو بالأصح ليست ذات أهمية بأن تتم مناقشتها في منبر صلاة الجمعة مع صبغة التجييش لمشاعر العوام بالطريقة الغير مباشرة فهذا الخطاب مرفوض جملة وتفصيلا ولم نجني منه عدا نشر التطرف والفكرالإقصائي ويجب أن يرتقي خطابنا الديني بالمنابر إلى ما هو أسمى من المناصحة عن زيارة فندق يقدم (الشيش والمعسلات) فهل أصبحنا نعيش في مجتمع أفلاطوني لهذه الدرجة حتى يتم تفريغ المنابر للتوصية بإغلاق فندق (أبيس) ولو نظرنا للموضوع من ناحية أشمل لوجدنا أن كل جديد بمحافظة ينبع تصاحبه حملة شرسة تطالب بالتجمهر والتظاهر وهذا الفكر لو تم تعميمه ستعود ينبع كما كانت في حقبة بسيطة من الزمن منبع للتطرف والمتطرفين وبغض النظر عن قبول البعض بتقديم المعسلات والشيش في الفنادق أو رفضهم ولكن لابد أن تكون هنالك أساليب للرفض بطريقة أرقى من ما يحدث الآن فالشارع الينبعاوي متأزم تماما من هذه (الدعاوي الشيطانية) تحت مسمى الصحوة والدعوة و الاحتساب ويتم إلصاق كل استنكار على جهاز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهذا الإقحام لاسم الهيئة لم يعد ينطلي على المجتمع إطلاقا ورجال الهيئة تحت قيادة فكر واعي برجالاتهم في ينبع وهم محل تقدير الجميع ولكن هيئة الأمر بالتطرف والنهي عن الاعتدال هي التي لا يروق لها تقديم الشيش و المعسلات وتستنكر ذلك بإثارة الرأي العام والمطالبة بالهجوم على المسؤولين والدعوة لإقالتهم والدعاء عليهم وإلباسهم ثوب الكفر والمجون والخلاعة لدرجة أننا أصبحنا نستنكر نقل افتتاح ملعب الجوهرة على شاشات الواجهة البحرية بمحفل يتابعه الرياضيين على مستوى الشرق الأوسط إن لم يكن على مستوى العالم وذلك الاستنكار لأن نشاز المجتمع لا يروق لهم كل حدث وظهرت رسائل الاستنكار تنتشر مرة أخرى كما كانت تنتشر وصايا إبليس بإغلاق أبيس . وكل ما علينا هو التصدي لمثل هذه الحملات التي لا شأن لها عدا رسم صورة (تطرفية ) عن مدينة سياحية تتقبل كافة الأطياف وهذا ما سجله التاريخ لكل المدن السياحية بالعالم