إلى متى..؟!

// من شروط الإيمان أن نؤمن بالأقدار خيرها وشرها ونعتقده يقيناً أنما يصيبنا في حياتنا الدنيا. قد قُدِّر لنا سلفاً في اللوح المحفوظ قال تعالى: (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون...الأية).
فقد اوجب الله على المسلم أن يؤمن بقضائه وقدره كونه من أركان الإيمان . إلا أنه تعالى أمرنا أيضا بأن لا نلقي بأيدينا للتهلكة وأن نأخذ بالأسباب ونتوخى جانب الحذر والسلامة حينما نجري في مناكب الأرض لقوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ..الآية)
والمحافظة على سلامة الأرواح والممتلكات مسؤولية مشتركة بين الدولة ممثلة في جهات الاختصاص وبين المجتمع ممثل في أفراده . فتعبيد الطرق وفق الشروط والمعايير التي توفر جانب السلامة وتعهدها بالصيانة هو من واجب الدولة . كما أن استخدام هذه الطرق والالتزام بالأنظمة والتعليمات المرورية هي من مسؤولية مستخدمي الطرق وأفراد المجتمع .
وما يحصل اليوم من حوادث مرورية تحصد فيها الأرواح وتعاق الأجساد وتهدر الأموال وييتم الأطفال وترمل النساء.
ما هي إلا نتيجة حتمية لعدم التزام الأطراف المعنية بالمسؤولية المناطة بها .
ولنأخذ طريق بيشة العلاية على سبيل المثال .
كونه يعد من أخطر الطرق وأكثرها حوادث على مستوى المملكة . قد لا أبالغ حين القول أنه ما من قرية من قرى المحافظة إلا فقدت العديد من أبنائها بسبب الحوادث المميته على هذا الطريق بالإضافة إلى غيرهم من سالكيه من المناطق والمحافظات الأخرى!؟
وتعود خطورته لعدت أسباب من أهمها..
1ـ ضيقه وعدم ازدواجيته وكثرة منعطفاته الخطرة .
2ـ القيادة المتهورة التي تكمن خلف كل حادث.
3ـ كثافة الحركة المرورية السريعة فهو يربط السراة وتهامة غرباً ببيشة .والمنطقة الوسطى والشرقية مرور بوادي الدواسر أو رنية الخرمة.


4ـ قلة المراقبة المرورية أو انعدامها.
5ـ إهمال الصيانة فأصبح ملئ بالتشققات والحفر وخاصة من حدود مركز عفراء شرقاً إلى بداية الخط المزدوج عند كسارة بن مسعد وهذه المنطقة هي الأخطر على الإطلاق.
فلا يكاد يمر أسبوع أو شهر إلا وهناك ضحايا كان أخرها الأستاذ/ مسفر القرني أحد منسوبي التربية والتعليم بالمحافظة والذي لقي ربه نهاية الأسبوع الماضي مخلف بعده زوجة و أربعة أطفال في عمر الزهور يواجهون مصيرهم المجهول!؟
وبالتأكيد لم يكن مسفر الأول ولن يكون الأخير ما لم يبادر إلى سرعة استكمال ازدواجيته إلى حدود مركز عفراء شرقاً على الأقل حيث سيقلل بمشيئة من الحوادث التي من أسبابها السرعة والتجاوز وكثرة المخارج المؤدية إلى القرى المجاورة.


والسؤال الملح هنا.
إلى متى السكوت على هذا الخطر الداهم وعدم التحرك من قبل الجهات المسئولة من بلدية ومواصلات ومجلس بلدي المحافظة لإيقاف هذا المسلسل الدموي . ثم أن الخاسر الحقيقي في النهاية هو الوطن!؟
نناشد المسئولين في المحافظة بسرعة التحرك وإعطاء هذا الطريق الأولوية على مستوى مشاريع المحافظة بعد أن أصبح ذلك ضرورة ملحة لا تحتمل التأخير..
نتمنى للجميع السلامة والأمن والله من وراء القصد ...!!