المواطن- فهد الشبيبي- الرياض

ناشد المواطن “أبو عبد الله”، وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور يوسف العثيمين بإنقاذ أطفاله الخمسة الذين يعانون مرض التوحد، مطالباً بإرسال أخصائي تخاطب وسلوك لمنزلهم لمراعاة حالة أبنائه.
وقال أبو عبدالله لـ”المواطن”: “أنا أب لخمسة أطفال توحديين، ولا يعلم بحالنا إلا الله، فنحن ناشدنا قبل حوالي نصف سنة عبر برنامج “الثامنة” وزارة الشؤون الاجتماعية وحتى الآن لم يردنا أي تفاعل أو تواصل مع حالة أبنائي”. وأضاف: “أطفالي الخمسة يعانون مرض التوحد، وأكبرهم عبدالله وعمره عشر سنوات وأصغرهم سعد وعمره أربع سنوات، ولدينا تقارير تثبت ذلك والمشرف على حالتهم هو الدكتور صالح الصالحي مدير عام الشؤون الصحية بالمنطقة الشرقية الذي تابع حالتهم قبل نصف سنة وكتب لنا التقارير الخاصة بهم وبعدها لم يفعل لنا أي شيء سواء جلسات تخاطب أو جلسات تعديل سلوك، غير أن الدكتور يقول إن هذه الحالة تعتبر نادرة بالعالم وهي خمسة أطفال من أسرة واحدة”.
وعن بداية اكتشاف حالة أبنائه أبان أبو عبدالله “اكتشفت الحالة متأخرة لم أكن أعرف بمرض التوحد، كنا نرى حركاتهم وتصرفاتهم غريبة ولم يتكلموا إلا بعد عمر سنتين وثلاث سنوات، وبعد ذلك ذهبنا بهم إلى مركز خاص للكشف على حالتهم وقال لنا الدكتور إن أبنائي فيهم مرض توحد، وأنا لم أكن أعرف مرض التوحد فقالوا لي ابحث عن هذا المرض وبحثت عنه فوجدت أن الأعراض نفسها هي الموجودة في أبنائي”.
وأردف قائلاً: “تكلفة إدخالهم في مركز رعاية نهاري للطفل الواحد خمسة وثلاثون ألف في السنة، ولولا الله ثم أمر وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف لكنت ضائعاً الآن أنا وأبنائي، بعد أن تكفل بإدخال أبنائي الخمسة بالرعاية النهارية التي تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً إلى الساعة الحادية عشرة صباحاً، إلا أنهم من بعد الظهر إلى منتصف الليل لا ينامون وأعيش أنا وأمهم معهم في حالة لا يعلمها إلا الله”.
وتابع: “نعيش في البيت حالة طوارئ معهم حيث إنه من المعروف عن الطفل التوحدي يكون في حالة عدوانية، ومطلبي ولوزير الشؤون الاجتماعية إذا كانت هناك خدمات تستطيع توفرها الوزارة لهؤلاء الضعفاء أبنائي الخمسة فأرجو توفيرها لهم، وهذا كل مطلبي فنحن لا نطلب قصوراً أو أموالاً فقط أريد أخصائيي تخاطب وسلوك يكونون معنا في البيت لرعايتهم والاهتمام بهم”.
وناشد أبو عبد الله وزير الشؤون الاجتماعية بإرسال أخصائيين لمنزله وأن يعتبر هؤلاء الأطفال أبناءه وهم في ذمته، وليس بصعب على الوزارة توفير أخصائيين اثنين يكونان ملازمين في البيت من الوزارة، مشيراً إلى أن والدة الأطفال مريضة وتعاني هبوط الضغط وغير قادرة على الاهتمام بالأطفال الخمسة خاصة أنهم يتصرفون بعدوانية بسبب مرضهم، حتى إنني انعزلت ووالدتهم عن الناس وأصبحنا لا نستطيع الخروج لأي مكان بسبب جلوسنا مع أطفالنا”. وأضاف: “وزارة الشؤون الاجتماعية لم تقصر معنا في صرف إعانة شهرية للأبناء ولكن نحن الآن بأمس الحاجة لأخصائيي تخاطب وسلوك يكونان مع الأبناء في المنزل, وسبق أن قدمت إلينا خادمتين لمراعاة الأطفال ولكن لم تستطيعا العيش معهم بسبب عدم معرفتهما بحالة الأطفال وعدم قدرتهما على التعامل مع أطفال التوحد، وأنا ووالدتهم سبق أن ذهبنا إلى أخصائي توحد وقال أنت يلزمك أخصائيين اثنين ملازمين في البيت عند أطفالك، ويجب على أسرة أطفال التوحد تأهيلهم من قبل وزارة الصحة ووزارة الشؤون الاجتماعية لأن الأسرة لا تستطيع التعامل مع الأطفال إلا بعد دورات تأهيلية وتعليمية تعلمهم كيفية التعامل مع أطفال التوحد.
وتساءل أبو عبدالله عن دور الجمعيات الخيرية لأسر التوحد مبيناً أنه لم ير منهم أي دعم وتوعية وخدمات قُدمت لهم ولم يساعدونا لا نفسياً ولا معنوياً”.
وختم أبو عبدالله حديثه قائلاً: “نحن الآن ضائعون بين ثلاث وزارات هي وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية والتربية والتعليم، وتساءل عن دور وزارة الصحة والشؤون الاجتماعية عن حالة أطفاله النادرة في العالم وعن تقديم الدعم لهم، مطالباً المعنيين والمسؤولين بإنصافه ومساعدة أطفاله بإرسال أخصائيين ملازمين لهم في المنزل”.
من جهته علق المتحدث الرسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية الأستاذ خالد الثبيتي على حالة الأطفال الخمسة قائلاً: “يجب أن تتقدم الأسرة إلى فرع الوزارة لدراسة حالتها بعد أخذ البيانات، مؤكداً أنهم سيوجهون مختصين للوقوف على حالة الأسرة لتقديم أقصى ما يمكن تقديمه لمثل هذه الحالات”.
وتعليقاً على هذه الحالة النادرة قال الدكتور حسين الشمراني استشاري النمو والسلوك بمستشفى الملك فيصل التخصصي والباحث بمركز أبحاث التوحد لـ”المواطن”: “أعراض التوحد تظهر في السنوات الأولى من عمر الطفل، ومنها تأخر الكلام والعزلة وحركات نمطية متكررة وصعوبات حسية، ومن المهم توعية الأهل عن الأعراض الأولية، كون التشخيص والتدخل المبكر يعد عاملاً أساسياً في الاستجابة للعلاج، وأعداد الحالات في ازدياد حيث تزيد حالياً عن 250 ألف حالة في المملكة”. وأشار إلى أن ما يعانيه أطفال التوحد وأسرهم يعود لقلة المختصين في المملكة إضافة إلى قلة عيادات التشخيص ومراكز العلاج، موضحاً أن وجود خمسة أطفال توحد في أسرة واحدة يعد من الحالات النادرة جداً التي تحتاج إلى تقييم طبي وفحوصات لمعرفة السبب إضافة إلى حاجتهم إلى برامج تدخل مبكرة وشاملة ومجانية ودعم نفسي واجتماعي ومادي”.
وأضاف الدكتور الشمراني: “مستعدون في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث لإجراء الفحوصات والتحاليل لمعرفة سبب التوحد لديهم, حيث إنه غير معروف إلى الآن، وقد سبق لنا إجراء عدد من الأبحاث التي أثمرت عن اكتشاف أحد أسباب التوحد وهو ارتفاع نسبة الحمض الأميني البروبيوني في الدم”.
للاستفسار والتواصل حول الحالة عبر البريد الإلكتروني :