خالد طاشكندي (جدة)

بات الشاب بندر السويد، صاحب لافتة «الحضن المجاني» التي أثارت ردود الأفعال الأسبوع الماضي، ونالت نصيبا وافرا من التفاعل عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يردد قصيدة رسالة من تحت الماء، للشاعر العربي نزار قباني، والتي يقول في أحد أبياتها «لو أني أعرف أن البحر عميق جدا ما أبحرت».
وربما يرى السويد الطالب في كلية إدارة الأعمال في جامعة الإمام، أن لافتة الحضن (Free Hug) الذي استعاره من الأسترالي جوان مان التي نفذها في عام 2004م، لم تكن لائقة، بعدما أسيء «حسب اعترافاته» لـ«عكاظ» فهمها.
وفيما تجاوز عدد المشاهدات لمقطع الفيديو المليون والنصف مليون، ارتفع عدد متابعي السويد في من بضع مئات إلى أكثر من 55 ألف متابع، في وقت أعلن السويد لـ«عكاظ» أنه لم يتوقع تلك المتابعات، ولا ردود الأفعال الصاخبة، التي تلتها، مبينا أنه أراد نقل فكرة، دون تمييز بين ردة الفعل، وما يمكن أن تأخذه.
وقال «قرأت الحالة التي كان عليها السويدي جوان مان، عندما شعر بالوحدة، وعاني من تعامل الآخرين معه، فبادر بكتابة اللوحة ورفعها أمام أحد مراكز التسوق في مدينة سيدني، لتشتهر الفكرة، لكنني تقمصت الدور وأردت تطبيقها لدينا، ولم أتوقع لحظة واحدة أن تنال تفاعل أو ردة فعل آخر، ولا أعتقد أنني فكرت فيها بشكل آخر، غير أنها مجرد لافتة، لا تخالف تعاليم الدين ولا التربية ولا الأخلاق».
وأوضح أنه عندما قرر تنفيذ الفكرة اتفق مع أحد زملائه على تصويره، لنشرها عبر اليوتيوب، فيما راح يعانق المارة عشوائيا، ليتم تصويره وتنزيل المقطع على اليوتيوب، ليجد نفسه محاطا بالملايين من المتابعين من ناحية، والساخطين من ناحية أخرى على ما ارتكبه، مضيفا «ما أن رأيت تلك التفاعلات حتى دخلت في دوامة نفسية عصيبة بسبب التفسيرات التي تلتها والتي لم أتوقعها ولم تخطر على بالي نهائيا، ولم يخطر أيضا في بالي أن يقلدني بعض الشباب في المدن الأخرى».
واكتفى السويد بالتأكيد على أنه فقط أراد نقل التجربة، لكنه لم يخطر على باله أنها ستكون هكذا.
وفيما وجدت اللافتة ردود أفعال غاضبة واستنكارا واسعا لمنفذها، علق الدكتور طارق الحبيب في تغريدة على موقع حول «الحضن المجاني» بأنها ليست ظاهرة اجتماعية مخيفة وإنما هي استظراف من البعض، والإعلام الجديد قد يجعل من الأحداث العابرة ظواهر قد يخشاها البعض.
ودافع الكاتب الصحفي الدكتور أيمن بدر كريم عن الفكرة، متسائلا «لماذا تم تشويه بادرة الحضن المجاني والانقضاض عليها، ولماذا يتكلم البعض باسم الشعب ويقول إنها مرفوضة من الناس وإنها أمر تغريبي؟».