اضطر رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية، الدكتور عبد اللطيف آل الشيخ، للاستنجاد بالجهات الأمنية، بعد محاولة مجموعة من أعضاء الهيئة الدينية التهجم عليه، والتجمع حول مقر اقامته للمطالبة بإعادة عضوين شهيرين لمناصبهم.

وذكرت مصادر وفقا لموقع إيلاف الالكتروني أن الشرطة حضرت بكثافة لمقر اقامة آل الشيخ للإحاطة بالأمر، وهو ما دفع المجموعة للتراجع عن فكرة التجمع، الذي كان سببه المباشر هو طلب إعادة عضوين بارزين للعمل الميداني بعد قرار سابق بتحجيم دورهما بسبب مخالفات بدرت منهما.

المعلومات تقول أيضا بأن سبب استدعاء الشرطة جاء لإن آل الشيخ رفض استقبالهم حينما أعلنوا نيتهم التجمع لديه، لكن الحشد استمر وهو ما دعاه لاتخاذ هذا الاجراء الذي من شأنه "أن يكبح الشوشرة التي ستحيط بهذا التجمع".

وبحسب المعلومات فإن العضوين يحظيان بنفوذ واسع، وكان آل الشيخ قد أصدر في وقت سابق قراراً بتحويل عملهما إلى المكاتب بدلاً من العمل الميداني، نظراً لمخالفات وخلل في أدائهما، وهو ما قوبل برفض من أنصارهما.

وطبقاً لمعلومات فإن أحد العضوين استمد شعبيته الواسعة من نشاطاته التي تختص بوحدة "مكافحة السحر"، فيما تراجع أنصارهما عن قرار الحضور بفعل تواجد دوريات الشرطة.

وفيما لم يصدر أي تعقيب رسمي من الجهات المعنية في السعودية، فإن مراقبون يرون أن هناك جناحاً عريضاً في الهيئة يحارب التحديث والتطوير الذي يقوده آل الشيخ وانهم غالباً لا يلتزمون بالتعليمات الادارية التي يصدرها.

ويكرّس ما جرى ما اشتُهر مؤخراً بمصطلح "الدولة العميقة"، إذ يواجه آل الشيخ مقاومة واضحة لكل خطواته التحديثية والتنظيمية للجهاز المثير للجدل.

وأثارت القضية اهتماماً لافتاً في الشارع السعودي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ دشن نشطاء وسماً خاصاً على موقع "" شهد تفاعلاً واضحاً، وسط شبه اجماع على وجود خلل في الهيئة التي زادت هفواتها في الآونة الأخيرة.

وقال بعض المعلقين إنه إذا كان رئيس الهيئة نفسه لا يستطيع أن يأمن على نفسه من بعض عناصر الهيئة، فكيف بالمواطنين العاديين الذين يجدون أنفسهم في كثير من الأحيان تحت سوط عناصرها، لا سيما في الأسواق والأماكن العامة.

ومنذ أن تولى عبد اللطيف آل الشيخ عمله رئيساً للهيئة المثيرة للجدل في يناير من العام الماضي واجه الكثير من المصاعب في محاولاته لإصلاح الهيئة، وتم في كثير من الأحيان مخالفة أوامره وتعليماته الواضحة من قبل العاملين في الميدان.

ويسيطر على الجهاز الديني ما يُعرف بـ"الحرس القديم" الذي يشكل عقبة كبيرة في طريق آل الشيخ، الذي اشتهر بأفكاره المعتدلة، وليس أدل على ذلك من الواقعة الجديدة التي كان آل الشيخ نفسه ضحية لها، أو كاد يكون.