-


إنه آب .


يُقدم عصاه
كشيخ أنجبته الحياة كهلًا منذ أن حل عليها
يَرسم طريقًا معوجًا بعصاه الخشبية المهترئة
يَترّفع عن الابتسامة في وجوه العابرين
له وجه كالليل حزينًا ، يقترب مِن كوخ ذو طراز عتيق
ذو أثر قديم يُكدس ما حمل من أخبار العَالم
يُعلق الصور والبراويز ، يضع تذكارًا لأمة
كَانت تَزدهر أرضها إخضِرارًا
كَانت تحمل في جيوبها خَريطة سلام ، وأمان ، ووئام ، وعدل ،ومساواة !
حَتى ضاعت مِنها ، وأصبحت تَبكي أسىً وَ ظلمًا وبهتانًا .



فَأوصد بَاب الحَياة لِيكتب قصة العَالم .



* لا أحد يَفعل أكثر مما زرعه الله في قلب هذه الأمة خيرًا وَ عونًا

لا أحد ينام على وسادة حجر
يتمتم بمعوذاتٍ ويمسك دمية ، تذكره بحضن أمه !


لاأحد كَعجوز ذهبَ زوجها للحرب فأصبحت بين جدرانٍ أربع
تَشتم ياقة عُنقه ، وتقبل عيناها صوره
ويَذرف قَلبها شوقه . كلما جاء زوجها من ساحة الحرب
يجلس مقابلها يقبل ما بين عينيها ، ويتلوا على مسامعها
كلمات حب تُعيد لروحها ذكريات حبهما العتيق .

مات زوجها بعد حرب ضروس ، بعدما زرع ذكرى حبه فيها ، أنماه بين قلبها بعد أن اسفت عليها شمس رحيله .


ولا أحد كطفل فقير رميم العظام
يشكو جوعًا ، وبردًا ، وقد يصرخ ألمًا
وقد يبكي حزنًا ، وتعبَ
ينظر في كل لحظة لصورة موت مفزعه
فتهيم روحه في سماء عالية قد تُهطل لجسده الواهن راحة أبدية !


وإن في الحياة لغصة تملئ أفواهنا “=
وإن في الأمة لـ شر قتلى
وإن في الوطن لجرح و ألم يناجي لله كربَ .

فسلام الله عليكِ يا شام الهوى ياشجرة الزيتون ، يازهر الياسمين وعطر الندى .
وسلام الله عليك يامصر الإباء يا شمسًا بزغت للعالمين ضيائها ، يا نورًا في سماء الأكرمين تلألأ .
وسلامٌ وافرٌ يا صومالُ بالغيث يسقي قلبكِ فحياة تسكنكِ وَهَناء .


راقت لي :rose: ..