سورة المزمل من أول السور التي نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم في مكة ، وفيها تقسيم بديع لما ينبغي أن يسير عليه النبي صلى الله عليه وسلم في قضاء وقته اليومي حتى يتمكن من القيام بأعباء هذه الرسالة الثقيلة ( إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا ) ، وقد رتب الله المهمات اليومية
التي لا ينبغي أن يخلو منها
الجدول اليوميللمسلم :


- قيام الليل . قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا 73/2 نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلًا 73/3 أَوْ زِدْ عَلَيْهِ .....


- ترتيل القرآن وليس مجرد القراءة . وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا ... مع ارتباط ذلك بالليل .. إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئا وَأَقْوَمُ قِيلًا


- العمل الجاد بالنهار لأنه وقته ... إِنَّ لَكَ فِي اَلنَّهَارِ سَبْحًا طَوِيلًا


- الإكثار من ذكر الله كل وقت ... وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ وَتَبَتَّلْ إِلَيْهِ تَبْتِيلًا


- التخلق بالصبر في الأمور كلها ... وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا



ثم يختم هذا التقسيم بقوله : إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا .


وفي الآية الأخيرة من السورة ، نلاحظ التدقيق في العناية بالدقائق والثواني بشكل ظاهر ...


إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ
أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم مَّرْضَى
وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِن فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ
فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا
وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ 73/20


ما أروع سورة المزمللمن يريد إدارة وقته بكفاءة(قم الليل)(رتل القرآن)(إن ناشئة الليل)(إن لك في النهار سبحا طويلا)..


جدول تنظيم في بداية النبوة.


نظم الله الجدول اليومي للنبي صلى الله عليه وسلم في سورة المزمل في فجر الدعوة،
فنظم وقتك إذن دائماً مع خيوط الفجر أو قبله . وفقك الله وأعانك.


(إن لك في النهار سبحا طويلا) أي تقلبا وتصرفا في مهماتك، واشتغالاً بما خلقك الله من أجله،النهار للعمل الجاد،
والليل للنوم والعبادة بقلب صاف.



وأحببت بسطها هنا وتدوينها ، والتأمل فيما تثيره من معانٍ وأبعاد ، ولعل رجع صداها في نفوسكم يزيدها بيانا وثراء .
دمتم متدبرين لكلام رب العالمين .




جزى الله الشيخ عبد الرحمن الشهري خير الجزاء على هذا الموضوع الراااائع ..

منقوووول....:82: