سعودي شبيه بمتهم بوسطن يروي قصة مداهمة شقته واستجوابه
الشرطة داهمت المنزل وأبرزت له صورة جوهر وسأله أحد العناصر"أهذا أنت"






العربية
يقال يخلق من الشبه أربعين، لكن عندما يكون هذا الشبه متماهياً مع مطلوب للعدالة أو متهم يصبح لعنة، وحظا عاثرا. لعل هذا ما حصل مع الطالب السعودي أحمد قاسم الرويلي. فهو السعودي الوحيد في بوسطن الذي تعرض لعملية مداهمة ووضعت في يديه القيود من قبل الشرطة، ليس لاتهامه في تفجيري الماراثون بالتأكيد، وإنما لشبهه المتهم جوهر تسارناييف، بعد تعميم صورة المتهم على جميع عناصر الأجهزة الأمنية.

وقد نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية، قصة الاستجواب هذه كما رواها الرويلي، الطالب في أحد معاهد تعليم اللغة الإنجليزية في بوسطن. وفي التفاصيل، يقول أحمد أنه كان يقيم مع عائلة أميركية في منزلهم، ومعه طلاب أجانب آخرون يدرسون في معاهد وجامعات بوسطن من الإمارات والبرازيل وتايوان، واثنان آخران من المملكة، وفيما تركز التحرك الأمني على كافة شوارع منطقة ووترتاون، مساء الخميس الماضي، فوجئ بمداهمة الشرطة المنزل من الباب الخلفي، بعد كسره." وأضاف:" وجدنا أنفسنا محاطين بنحو 15 شرطيا مدججين بالرشاشات، فخرجت مالكة المنزل، وهي امرأة عجوز من غرفة نومها، متضجرة من كسر باب منزلها الخلفي، لكنها ثوان وصارت محاطة بيننا وسط رجال الأمن"


المداهمة والاستجواب


ويواصل الرويلي سارداً الواقعة: "كنت وقتها في المطبخ، وخرجت للصالة، فأمرونا بالوقوف في أماكننا وأن لا نتحرك، والجلوس على الأرض ووضع أيدينا فوق رؤوسنا، ثم فتشونا جميعا، وقيدوا أيدينا جميعا، وأخرجونا من المنزل ونحن حفاة القدمين، وفرقونا في الخارج كل منا بعيد عن الآخر، وانهالوا علينا بتوجيه أسئلة عديدة استغرقت نصف ساعة، عقبها فكوا قيود جميع زملائي، وأدخلوهم المنزل ما عداي، وأبرزوا لي صورة جوهر تسارناييف، وأحد الشرطيين يقول لي "هذا أنت".
بعد ذلك، يروي الرويلي كيف حضرت قوات دعم إضافية، و طلبوا منه المشي؛ كي يصوروا طريقته في المشي، وراحوا يلتقطون عشرات الصور لوجهه من كل الجوانب، فطلب منه أحدهم ركوب سيارة الشرطة. وعندما هم بالركوب، أعاده ضابط أكبر منه رتبة، وقال "لا داعي لركوبه السيارة"، فأدخلوه المنزل، وظلوا يوجهون له الأسئلة لمدة نصف ساعة، انتهت بانصرافهم من المنزل، تاركين خلفهم الباب مكسورا"، بحسب ما قال للصحيفة.


عودة الـ"أف بي آي" والاتصال بالقنصلية


لكن القصة لم تنته بعد، حيث عاد إليهم مجددا عناصر من مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي"، واستجوبوه مع رفاقه جميعا كلا على حدة، عن نشاطاتهم وقت وقوع التفجيرين، فأوضح لهم أنه كان في المعهد حينها، فطلبوا منه معلومات وافية عن اسم المدرس في الحصة التي تزامنت مع التفجيرين، وموضوع الدرس، وعدد المواد التي درسها ذلك اليوم.


ويصف الرويلي حالته بعد أن غادر المحققون وأغلقوا ملف الاستجواب بأنه لم ينم تلك الليلة حتى يوم الجمعة، واتصل صباح ذلك اليوم بالقنصلية العامة في نيويورك، ليخبرهم بما حصل، فزودوه برقم رئيس شؤون السعوديين نايف الشمري، وأفادوه بأنه موجود في بوسطن، فاتصل به وأبلغه بالقصة كاملة، فهدأ من روعه وأبدى عدم قدرته على المجيء إلى كون التعليمات تشدد على البقاء في المنازل، لكنه أعاد الاتصال به خمس مرات في ذلك اليوم بعد الاطمئنان على حالته" بحسب قوله. وانتهت قصة الرويلي بمغادرة منزل العجوز والإقامة عند أحد الأصدقاء حتى اليوم.