يفضِّلها عشاق الغوص والرياضات البحرية








سبق- متابعة: احتلت مدينة ينبع في الأعوام الأخيرة مكانة بارزة في الخارطة السياحية للمملكة، بعد تنفيذ عدد من الخدمات التحتية والمشاريع السياحية، التي أسهمت في الإقبال على هذه المدينة العريقة، التي أصبحت إحدى أبرز المدن السياحية بشواطئها الخلابة وجوها الربيعي المعتدل.

وعُرفت ينبع بمكانتها التاريخية بوصفها ميناءً مهماً منذ عهد الإغريق، وكانت تمون السفن الشراعية المارة بالبحر الأحمر، واشتهرت بموقعها على طريق القوافل المتجهة إلى الشام، كما ارتبط اسمها بحوادث وقعت في صدر الإسلام بين الرسول -صلى الله عليه وسلم - وقريش، حيث دارت فيها غزوات عدة، منها سرية العيص وبواط والعشيرة، وكلها أسماء أماكن قديمة في ينبع.

ويرجع تاريخ ينبع إلى 2500 عام على الأقل، عندما كانت على طريق البهارات والبخور من اليمن إلى مصر ومنطقة البحر المتوسط، وبقيت ميناء صغيراً حتى عام 1975 عندما اختارتها الدولة لتكون مدينة صناعية، إضافة إلى مدينة الجبيل، على الساحل الشرقي.

وتتميز ينبع بشواطئ ساحرة ذات رمال ذهبية وأمواج هادئة، إضافة إلى جو ربيعي معتدل طوال العام، وهي المقومات التي شجعت على إقامة الكثير من الرياضات البحرية. كما أن المنطقة ذات مخزون هائل من الشعاب المرجانية النادرة؛ ما جعلها مقصداً رئيسياً لمحبي الغوص.

وتنقسم المدينة إلى ينبع النخل وينبع البحر "البلد". وينبع النخل عبارة عن وادٍ تقع على جوانبه قرى عدة، يمتد من ساحل البحر الأحمر غرباً حتى مسافة 50كم شرقاً، وهي القرى التي تُعتبر المحطة الرئيسية في طرق التجارة للشام ومصر قبل الإسلام، ومن ثم طرق الحجاج.

أما ينبع البحر "البلد" - وهي الجزء الأساسي - فيقطنها أغلب سكان ينبع، وبها معظم المحال التجارية والمرافق العامة، وهي مدينة سياحية بالدرجة الأولى، وذات نمو سريع مقارنة بباقي المدن، وتمتاز بحس التخطيط، وهي مركز استثماري كبير على الساحل الغربي للمملكة.

ومن أبرز المواقع السياحية في ينبع منطقة شرم ينبع، التي تُعد منطقة جميلة جداً لهواة الغوص؛ حيث يكثر فيها المرجان، وتُعتبر من أفضل المناطق في العالم للغواصين، وتحوي الكثير من المنتجعات، وبها مراكز للغوص.

كما تشهد المدينة حالياً مشروعاً لتأهيل المنطقة التاريخية، تعمل عليه الهيئة العامة للسياحة والآثار، بالتعاون مع الهيئة الملكية للجبيل وينبع وإمارة منطقة المدينة المنورة وأمانة المنطقة والمؤسسة العامة للموانئ والغرفة التجارية الصناعية بينبع. ويأتي هذا المشروع ضمن مشاريع مراكز المدن التاريخية، وتعمل عليه الهيئة مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، وعدد من الجهات الحكومية والقطاع الخاص.

ويهدف المشروع إلى ربط المركز التاريخي بالواجهة البحرية للمدينة، وإيجاد تكامل في المنتج السياحي، يجمع بين التراث المعماري الأصيل لهذه المنطقة والموقع المتميز على ساحل البحر الأحمر، واستثمار هذا التنوع في تسويق ينبع بوصفها وجهة سياحية وطنية متميزة.