السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

للخجل معنيان لابد من تمييزها فهو إما يدل على:
××أزمة معينه عارضه يحدث في وقت من الأوقات وبمناسبة من المناسبات وهذا أمر طبيعي سوي يصيب كل الناس ويتعرض له الإنسان في مختلف مراحل حياته وفي كثير من المناسبات..
××أو يكون صفة دائمه من صفات الطبع يتصف بها الشخص فتميزه وتؤثر في حياته وتصرفاته وأفكاره عندئذ يكون الإنسان مصابا(بمرض الخجل)وهو ما سنتحدث عنه..

لو راقبنا إنسانا"خجلا" فماذا نرى؟ أول ما سنلحظه هو أن الخجل شلل يصيب الجسد والنفس معا" وشلل تدل عليه الأفكار المضطربه الغامضه والكلام المتلعثم المتقطع والتعبيرات الفارغه
وكذلك احمرار في الوجه بسبب اندفاع الدم إلى الرأس واضطراب التنفس وخفقان القلب
ولو دخلنا إلى نفس الخجل لوجدناه ضيق وألم واضطراب عقلي وحيره نفسيه وأفكار غامضه..

السؤال الآن لماذا نخجل؟

إن خجلنا ناتج دوما عن الحياة الإجتماعيه سواء"أكان السبب المباشر لخجلنا نقصا" في جسدنا أوسوء"في سلوكنا
فأزمة الخجل لا يمكن أن تحدث إلا بوجود شخص أو أشخاص ولا يكفي طبعا" وجودهم بل لابد أن ينتبهوا إلينا لكي نخجل
فأكثر الناس خجلا" هو من يدخل دون خجل مسرحا" مليئا" بالناس ولكن ما أن يمعن إليه أحد من الحاضرين حتى يندفع الدم إلى رأسه وتضطرب حركاته ويظهر الخجل

وعلينا أن نشير إلى أن الخجل تقويه صفتان متناقضتان ظاهريا" متتامتان حقيقة من صفات الطبع وهما
**الكبرياء وهي حب التفوق و الحرص على التفوق والظهور
**عدم الثقه بالنفس فهويشك في قيمته وقدرته على التفوق والنجاح ويبالغ في تقييم فشل أو خيبة حدثت له في الماضي
فالخجول يحب أن يتفوق ولكنه يحسب لرأي الناس ألف حساب


فيمكننا القول أن الخجل حالة من حالات العجز عن التكيف مع المحيط الإجتماعي فنفسه تعجز بعض الشي عن التكيف مع الناس والتحدث إليهم والتصرف إزاءهم فيميل إلى العزلة وهذا مكمن الخطر فهو إنسان يهرب من المجتمع ويتأمل نفسه ويشعر بنقصها ويزداد شعوره هذا بازدياد عزلته..

ولكي نقي أطفالنا من الخجل علينا
××عدم إثارة كبرياء الطفل بالمبالغه في المدح والنقد اللاذع.
××عدم تعويد الطفل على آراء الناس فيه بل نعودهم على بذل جهودهم والقيام بواجبهم دون تساؤل عن إعجاب الناس ونقدهم
.

أما طريقة العلاج لمن أصيب به:
**ارادة الشفاء وتوطين النفس على كفاح طويل مرير مع النفس فعليه أن يسيطر على نفسه ويقلع عن اضطرابه في حركاته وأقواله ويلاحظ غير الخجولين ويتصرف تصرفهم.
**الإيحاء الذاتي أن يقنع نفسه أنه قادر على التخلص من هذا المرض فعليه أن يرفض فكرة قصوره أو نقصه وأن يتخلص من عزلته ويتعمد اقتحام المجتمعات ومخالطة الناس دون الإهتمام لآرائهم.
**عليه بعد ذلك أن يراقب نفسه مراقبة جديه فيحاسبها على كل بادره للخجل تبدو منها دون قسوة عليها ويشجعها على كل ظاهرة من ظواهر الجرأة تقوم بها.

وبهذا يستطيع التغلب على مشكلته بإذن الله...


مما تصفحتـ

دمتم بـ ود