أعلن صاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالله وزير التربية والتعليم عن إنشاء مركز للبحث وتطوير اللغة العربية في غضون الأشهر القليلة المقبلة بالمدينة المنورة.
وأوضح لـ «عكاظ» أن مواد اللغة العربية ليست بالسهلة وتحتاج إلى تبسيط، وطلب من جميع المعلمين المبادرة في طرح المقترحات، ولذلك فالمركز سيعنى بأمور كثيرة لتطوير المنهج وتدريسه.
وأضاف «بلادنا بلد خير ولا بد من الاهتمام الأساسي بالقرآن الكريم وأساليب تحفيظه وتفسيره وفهمه، وكذلك العناية باللغة العربية، ولا شك أن بلادنا مهد الحضارات وأهمها الحضارة الإسلامية ووجودها، والرسالة العظيمة من أكثر من 1400 سنة، فهذا واجب ومهم كيف نهتم ونطور كل ما يدعم الاستثمار، والبداية من المدارس التي نطور فيها الأساليب لغرس أسس التربية والتعليم في النشء، لأننا بدأنا نفقد اللغة العربية وأتمنى أن يكون هذا المركز نواة لعمل مقبل».
واستطرد الأمير فيصل في حديثه لـ «عكاظ» قائلا «أنا مهتم بالبحث والتطوير، والتجارب طيلة السنوات الماضية ستأتي ثمارها، وسوف نجمع معلمي العربية بهدف ترسيخ اللغة وتمكين الطلاب من فهمها بأسلوب يتماشى مع التقنيات الحديثة، وكل تجربة تطبق ونجني ثمارها سنطبقها ونعممها في كل منطقة دون قصرها على منطقة دون الأخرى».
تصنيف المعلمين
وحول معايير تصنيف المعلمين ورتبهم الجديدة، أوضح وزير التربية والتعليم أن الوزارة أنهت إعداد المعايير المهنية، وسترفعها قريبا للمقام السامي.
وبين أن «الوزارة عملت على تصنيف المعلمين بالاشتراك مع هيئة تطوير التعليم العام كجهة مستقلة للتقييم، والهدف من ذلك دعم المعلم في كل مراحله، ونتمنى أن يكونوا على المستوى المأمول، معتبرا أن الإنسان الذي يسعى لتطوير نفسه سيجد الدعم، والذي يعمل هو الذي سيحظى بمردود مادي ومعنوي يمكنه من أداء دوره على الوجه الأكمل، ودائما أقول لا تقوم قائمة للتعليم إلا بالمعلم».
لست مرتاحاً
وردا على سؤال لـ «عكاظ» حول عدم تجاوب المدارس الأهلية مع التأمينات الاجتماعية في إيداع رواتب المعلمين، أفصح وزير التربية والتعليم عن عدم رضاه عن ما يحدث، وقال «هذه مشكلة وسنعمل مع التأمينات الاجتماعية على حلها، أنا شخصيا لست مرتاحا من وضع المدارس الأهلية، ويجب أن نقف معهم، فالوزارة لديها توجه لكي تساعدهم، وأريد أن يعرف الجميع عن النقلة الكبيرة في الوزارة دون الاستعجال في الحكم، لقد عملنا عليها منذ سنوات ولو نظرت إلى التوجهات المستقبلية فهي تكمن في أربع مراحل أقرت في أول ثلاثة أشهر من مجموعة في ورشة عمل، ومن أهمها هيئة التقييم والتقويم، وبدون وجود معايير ومعرفة المستويات في المدرسة والمعلم والطالب والمنهج لا يمكن أن نتطور، ونحن نتطلع بعد أن أقرها مجلس الوزراء منذ شهر إلى جني ثمار ذلك الجهد، والترتيب جار لتطبيق النقلة لكي ننظم ونعطي الحقوق وأهم منها وضع معايير الجودة في كل خطوة».
مكافأة نهاية الخدمة
وأوضح الأمير فيصل في رده على سؤال حول مكافأة نهاية الخدمة بأن الوزارة تهتم في أساس العملية التعليمية والتربوية، وقال «الأهم من المكافأة، وزارتكم حريصة عليكم وأهم ما فيها حقوقكم ونحن الآن نهتم بالأساس».
تعليم الصم
وأبدى سمو الوزير انزعاجه من وضع تعليم الصم في المدارس، وقال «أنا لست مرتاحا، فهذه الفئة تحتاج إلى العناية بها وإعطائها حقها، وجهودنا متواصلة مع القائمين على تطوير أساليب تدريسهم، ويجب دائما تقديم المعلومة الصحيحة، إذ لا يمكن فتح مدارس بدون حقائق وأرقام فعلية، والجهد الذي قدم في جدة مميز وسنواصل ذلك العمل لتعميم التجربة في المناطق».
وخلص الوزير بقوله «التعليم لن يتطور ولن يتقدم بدون المعلم مهما كانت البنية التحتية ومهما توفرت الإمكانيات، كونه أساس ومحور العملية التعليمية والتربوية وعليهم تناط كل الأهداف».
مع الطلاب والمعلمين
وكان وزير التربية والتعليم قد تفقد أمس عددا من فصول الدمج لمواد اللغة العربية وتحفيظ القرآن الكريم ومناهج المرحلة الابتدائية، يرافقه مدير التربية والتعليم في محافظة جدة عبدالله الثقفي، ومدير عام مكتب وزير التربية والتعليم عبدالله الحارثي، والتي زارها قبل ثلاثة أعوام وطلب تصحيح وضعها من مستأجرة إلى حكومية .
وحرص الأمير فيصل على حضور الحصص الدراسية ومناقشة الطلاب والمعلمين، وتفحص المناهج أثناء متابعته لأداء المعلمين، وشملت زيارته تفقد المعامل والقاعات التي استوحت فكرتها من رسوم ومضامين المناهج لترسيخها في عقول الطلاب.
وفاجأ وزير التربية والتعليم مرافقيه في الجولة بدخوله دورات المياه، معتبرا أن الصيانة والنظافة أهم متطلبات المدارس، وبعد أن فرغ من جولته أدى الصلاة مع الطلاب والمعلمين في ساحة مدرسة اليمامة.