إحذروا! العدسات اللاصقة المتسخة تسبب العمى








أصدر العلماء تحذيرا خطيرا يتعين لسائر مستخدمي العدسات اللاصقة أخذه على محمل الجد، ومفاده أن إهمالهم تنظيف هذه العدسات على النحو الصحيح يجعلها مرتعا لأميبيا تقتات على البكتيريا الطبيعية الموجودة على قرنية العين والبكتيريا الضارة على العدسات اللاصقة نفسها وعلى أكياسها أو حاوياتها على اختلاف أشكالها حتى تسبب العمى. ويُعرف عن هذه الأميبياء أنها تتوالد بشكل خاص في الأنهار والبرك والحمامات وحمامات السباحة وصنابير المياه عموما. ويقول العلماء إن معظم غير مدركين لوجودها لكن خطرها عظيم بشكل خاص على اولئك الذين يهملون تنظيف عدساتهم اللاصقة قبل وضعهاعلى أعينهم.

ونقلت الصحف البريطانية التي تداولت النبأ عن أولئك العلماء قولهم إن إهمال واجب صغير كهذا يؤدي بالإنسان الى خسائر فادحة. وحتى في حال بدء العلاج فورا بعد تآكل جزء من القرنية فإن محاولة إنقاذ العين تكون طويلة ومؤلمة وتسلتزم الإقامة بالمستشفى لأن العلاج يستدعي الإشراف الطبي المتواصل ليلا ونهارا.
يبلغ من خطورة هذا الأمر أن العلاج قد يتطلب - في الحالات غير الميئوس منها - زراعة قرنية جديدة. لكن من شأن التأخر في طلبه إفساح المجال للأميبيا بالتوغل داخل مقلة العين بحيث يصبح مستحيلا ويصبح العمي هو النتيجة التي لا مفر منها.

ونقلت «ديلي ميل» عن البروفيسيرة فيونا إنريكيز، من جامعة «ويست اوف سكوتلاند» البريطانية، قولها: «هذه مشكلة حقيقية وخطيرة تواجه سائر الذين يفضلون استخدام العدسات اللاصقة». وتضيف أن بين الأعراض الأولى للمشكلة التي تتسبب فيها تلك الأميبيا أحادية الخلية هي الأكلان وسريان الدموع والرؤية غير الواضحة والحساسية الزائدة نحو الضوء وتورج الجفنين والألم الشديد في العين وحولها.

ومن جهته قال طبيب العيون غرايام ستيفنسون إن الفترة بين هجمة الأميبيا وخراب العين (أو بداية العمى) قد لا تتعدى أسبوعا واحدا. وأضاف أن القرنية هي «نافذة الإنسان الى العالم. وفي حال بدأت الأميبيا تأكل طبقاتها، فإن هذه النافذة تصبح في أفضل الأحوال معتمة الزجاج». ويقول الأطباء عموما إن هذه الحالة هي الأجدر بمقولة الشهيرة «الوقاية أفضل من العلاج». ويضيفون أن الوقاية نفسها بسيطة للغاية وهي ضمان أن تكون العدسات اللاصقة نظيفة، وبوسع الإنسان اتباع إرشادات النظافة التي تأتي معها و/أو التي يقدمها طبيب العيون لدى صرفه العدسات لمن يطلبها