بسم الله الرحمن الرحيم




وسط غمرة أفراح عيد الفطر السعيد ووسط نشوة التجمُعات وكرنفالات الأفراح تفاجأ بعض المواطنين في حائل وهم في زيارة لموتاهم في مقبَرة صديان بحائل بشاب يُحاول حفر ونبش أحد القبور وهو في حالة هستيريّة من البُكاء الشديد.
وفي التفاصيل كما رواها حاضروا الحادثة أنه بينما كانوا يتجولون بين قبور موتاهم للزيارة والسلام عليهم فاجأهم منظر لشاب يُقارب الـ (20) من العُمر وهو يُحاول جاهداً بيديه نبش قبر ( تبيّن لاحقا أنه لوالدته المتوفاة حديثاً).
ويُضيف أحد شهود الواقع، حاولنا منعه بصعوبةٍ ولم نتمكن من ذلك إلا بشق الأنفُس وكان يصيح بنبرات مخنوقة ونياح عالٍ مُردداً إنها أمي فاتركوني!
الشاب لا تبدوا عليه أي أعراض نفسيّة والحديث لأحدهم إنما بعد التقصي حوله اتضح أن هذا الشاب كان مُنقطعاً عن والدته لفترة طويلة كان قد قضاها في السجن وتوفيت قبل فترةٍ من خروجه إلا أنه لم يتمكن من رؤيتها حينها ووسط مظاهر واحتفالات العيد وجد نفسه والذكريات تُحاصره فلم يتمكن من كبح جِماح مشاعره ليحضر إلى المقبرة ويركُن حيثُ قبر أعزّ مخلوقٍ لديه ويُجهش بالبُكاء.

لا شك ان منظر كهذا لو شاهدناه ستدمع له العين


ولكن الى متى ونحن نبتعد عن والدينا ؟

الى متى ننساهم ونخذلهم وهم من كانوا يحسنون تربيتنا وينظرون الينا كل يوم ويأملون ان نكون لهم عوناً على الهرم وأرذل العمر ؟


اللهم وفقنا جميعاً للبر بوالدينا وارزقنا رضاهم عنا