أفضل الأنساك المجيب فضيلة الشيخ/ سلمان بن فهد العودة التاريخ الاربعاء 14 شعبان 1430 الموافق 05 أغسطس 2009 السؤال ما هي أفضل أنساك الحج الثلاثة؟
الجواب الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فالأنساك ثلاثة, وكلها جائزة, وقد نَقَلَ الإجماعَ على ذلك ابن نصر، وابن عبد البر، وابن قدامة، والنووي، وغيرهم(1), ويدل لذلك: ما رواه الشيخان عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمنا مَن أَهَلَّ بعمرة، ومنا مَن أَهَلَّ بحَجَّةٍ، ومنا مَن أَهَلَّ بحجٍ وعمرةٍ"(2).
وصفة الأنساك على النحو التالي:
الأول: التمتع:
وهو أن يُحْرِم بالعمرة، وينتهي من العمرة ثم يُحْرِم بالحج؛ فتكون عمرة منفصلة عن الحج.
الثاني: القران:
وهو أن يُدْخِل العمرة والحج، أي: يُحْرِم بالعمرة والحج معًا، أو يدخل أحدهما على الآخر.
الثالث: الإفراد
وهو أن يُحْرِم بالحج فقط، ولا يكون هناك عمرة.
أما من حيث الأفضلية :
فالأقرب- عندي- وإن كان في المسألة خلاف(3) أن الأفضلية تختلف:
فإذا كان الإنسان قد اعتمر في أشهر الحج ورجع إلى بلده، ثم أراد أن يحج من نفس السنة، فالأفضل لهذا هو الإفراد، فيحرم بالحج فقط مفرداً؛ لأنه أدى العمرة في نفس العام مستقلة، وتكون العمرة في سفر خاص، والحج في سفر خاص، فالأفضل لهذا أن يكون مفرداً، وهذا هو ما فعله أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، ورجَّحه ابن تيمية وجماعة من أهل العلم(4)، هذا إذا كان أدى العمرة في أشهر الحج ثم رجع إلى بلده .
الحالة الثانية: إذا كان الإنسان قد ساق الهدي من الحِلِّ من خارج الحرم فالأفضل في حقِّه هو القران .
الحالة الثالثة: هو مَن لم يفعل العمرة ولم يسق الهدي، فالأفضل في حقه هو التمتع؛ أي: أن يُحْرِم بالعمرة ويفرغ منها، ثم يُحْرِم بالحج في يوم التروية وهو اليوم الثامن، وهذا الذي تمنَّاه النبي صلى الله عليه وسلم وأمر به مَن لم يَسُقِ الهدي من أصحابه(5)، والله أعلم.
(1) انظر: المجموع 7/144، المغني 5/ 82.
(2) صحيح البخاري (4408), وصحيح مسلم (1211).
(3) انظر : اختلاف العلماء لابن نصر (ص:79)، التمهيد (13/96)، (15/300)، شرح السنة (7/74)، تفسير القرطبي (2/33)، المجموع 7/ 142, والمغني 3/122 .
(4) انظر : مجموع الفتاوى 26/101 .
(5) كما في صحيح البخاري (1651)، وصحيح مسلم (1240) من حديث جابر رضي الله عنه.