اصبح الكثير من الناس لا يحب ولا يكره الا من اجل الدنيا .
اما الله الواحد القهار فلا يوالون ولا يعادون فيه ابدا .



وهذا هو الجهل العظيم والخطب الجسيم نسوا الله فنسيهم
وانساهم انفسهم .تركوا الاخرة والعمل لها وركنوا الى الدنيا


وعمارتها .عندما سل على رضى الله عنه سيفه لقتل

عدوه بصق ذلك العدو
فى وجه على فما كان منه الا ان اعاد


سيفه فلما قيل له فى ذلك
قال : ( خشيت ان انتقم لنفسى )







فلله در اولئك الرجال الذين عرفوا لماذا
خلقوا ومن اجل اى

شىء وجدوا فاين ذكور اليوم من رجال الامس ؟ اولئك

الرجال الذين رغبوا فيما عند الله والدار
الاخرة وتركوا الدنيا

فى كامل زينتها وابهى حلتها واقبلوا على ربهم راجين مغفرته




وتركوا الفانى واقبلوا على الباقى اتعلم
لماذا ؟ لانهم عرفوا

الحق من الباطل .عرفوا ما ينفعهم وما يضرهم قال تعالى :


( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدواالله عليه فمنهم
من قضى نحبه

ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )







اولئك الذين اعتصموا بالله واخلصوا دينهم
لله الذين عرفوا الله


حق معرفته فلم يخشوا احدا الا الله والله احق
ان يخشوه صدقوا

مع الله فصدقهم الله عز وجل .اذا عملوا فلله واذا احبوا ف لله واذا



ابغضوا ففى الله اعمالهم واقوالهم خالصة لله
دون سواه .

اما من ركنوا الى الدنيا واحبوا اهلها وزهدوا فى الاخرة وبقائها

فاولئك محبتهم وعداؤهم وولاؤهم من اجل
الدنيا واهلها ومناصبها



وما يحصلون عليه من كراس ومراتب ودرجات
فكانت المفاجات ان حلت

بهم النكبات ودارت عليهم الدوائر وجعل الله باسهم بينهم شديد فاذا
اجتمعوا اظهروا خلاف ما يبطنون واذا تفرقوا اكل بعضهم بعضا .



قال سبحانه وتعالى :
( الاخلاء يومئذ بعضهم
لبعض عدو الا المتقين )






وما حصل
كل ذلك الا لبعدهم عن منهج الله القويم. وانحرافهم عن


صراطه المستقيم فضلوا وغوا وركنوا الى ما لم يؤمروا به .

فاتبعوا الهوى والشهوات .وحصلت بينهم
المنافسات على

المناصب الكاذبات فلا اله الا رب الارض والسموات .