ألا سُحقاً لأشباهِ الأوفياء
في زمنِ التعنتِ والغباء
والصمتِ الذي دُنست بهِ أيادي الشرفاء
ندقُ على أوتارِ الحروفِ لنُطرب آذان الجلساء
ونزعُم أننا ارتقينا وعلونا كأجرام السماء
فتُصدق وتُقول أنا كل الوفاء
أنا الذي هويتُ حتى طرتُ مع الهواء
فلو أنني رفعتُ رأسي لوجدتهم بلا عدٍ كالأنواء
أو كطفلٍ يهوى جمعَ الدمى والألعاب
يرصها على رفٍ عتيق في أقصى اليسار
يلهو بها متى شاء ويحركها كيفما شاء
كقائد محنكٍ يجر خلفهُ فيلقاً من السفهاء
يلعنُ الظلامَ ويسرقُ الأضواء
فالنهرُ لا يجري إلا بمجرى
أراهُ كفارسٍ من العصورِ الوسطى
بيمينهِ سيفٌ وبيسارهِ درع
وصدرهُ ملطخٌ بدماء الأشقياء
فالناقةُ لا تُجر إلا بخطامها
والسيدةُ لا تسيرُ إلا بخَصيِّها
فالصبحُ أصفى
والليلُ أعمى
والقولُ أظمى
أتراني أملكُ لسانَ أبي العلاء
أم بَصَرَ الزرقاء
أم أنني أرتدي طاقيةَ الإخفاء
في زمنٍ تدحرجت فيهِ جماجمُ الأوفياء

ولكن سيبقى ... سيبقى الوفاء !



خـالـد ،،،