لم يغب عن اهتمامات الراحل الأمير سلطان بن عبدالعزيز - رحمه الله - كل ما يهم المواطنين والمقيمين في مأكلهم ومشربهم، وتمثل ذلك في رعايته وتوجيهاته المباشرة لهيئة الغذاء والدواء بالاهتمام بصحة المواطن سواء كان كتابياً بخط يده أو شفوياً عبر الهاتف.
وأكد الرئيس التنفيذي لهيئة الغذاء والدواء الدكتور محمد الكنهل في تصريحه أن "سلطان الإنسانية" - يرحمه الله - كان يحرص في توجيهاته أثناء فترات علاجه بالخارج على سؤاله المستمر عن شؤون الهيئة باعتباره رئيسا لمجلس الإدارة، موضحاً أن بعض الناس كانوا يحيلون إليه الشكاوى والملاحظات فيما يتم اكتشافه من بعض المخالفات في الغذاء والدواء وكان -يرحمه الله- يحيلها إلينا ومعها توجيهه سواء الشفوي أو الكتابي بضرورة مراعاة السلامة والأمان".
وأضاف الدكتور الكنهل قائلا "كنا في الاجتماعات التي تعقد سنويا نستلهم من توجيهاته وحرصه على أمن وسلامة غذاء المواطنين والمقيمين، وكنا ندرك ونلمس حرص سموه الواضح، حيث كان لا يترك شاردة ولا واردة إلا ويتابعها معنا"، مشيداً باهتمام المغفور له بتبنيه فكرة إنشاء الهيئة وهي بذرة صغيرة إلى أن نمت وأصبحت هيئة يشار إليها بالبنان في إقليمها الخليجي والعربي، فضلا عن قيمتها الفعالة في المحافل الدولية المنبثقة من توجيهاته وحرصه النوعي من حيث سلامة الغذاء والدواء للإنسان والحيوان، ومأمونيته وفعاليته، إضافة إلى جودة المنتجات والأجهزة الطبية.
وعبّر الدكتور الكنهل عن أن الأمة فقدت واحداً من أبرز رجالاتها قائلا "خسارتنا في سلطان الخير وفقيد الأمة الذي غاب وغاب معه كثير من الأعمال التي كان يرعاها بعنايته - رحمه الله - لقد كان وليا للعهد وولي عهد الخير والإنسانية بعمله الدؤوب في كافة الجوانب، وأن وفاته تمثل خسارة للمملكة التي عاشت على وقع أعماله سنوات عديدة منذ أن كان شاباً يافعا انخرط في سلك العمل إلى أن تغمده الله بواسع رحمته".
ولفت الكنهل إلى حرص ولي العهد - رحمه الله - على راحة الشعب والمقيمين حتى وهو على فراش المرض، وقال "حتى خلال فترات علاجه كان يتابع ويحرص على السؤال حول العديد من المواضيع التي كان يتولاها ويشرف عليها"، وتابع "أن متابعته ما كانت إلا دليلا على رعايته لهذه المنشأة التي تهتم بسلامة المواطنين، منذ مهدها حتى رأت النور".