كتب [ جابرييل ماركيز ] ♥

رسالته الأخيرة كرسالة وداع إلى أصدقائه ومحبيه من فراش المرض بعد اعتزاله الحياة العامة بفعل تدهور حالته الصحية


يقول : لو شاء الله أن يهبنى شيئا من حياة أخرى فسوف أستثمرها بكل قواي ربما لن أقول كل ما أفكر به لكني حتما سأفكر فى كل ما سأقوله ..


سأمنح الأشياء قيمتها لا لما تمثله بل لما تعنيه


سأنام قليلا، وأحلم كثيرا، مدركا أن كل لحظة نغلق فيها أعيننا تعنى خسارة ستين ثانية من النور


سأسير فيما يتوقف الآخرون


وسأصحو فيما الكل نيام ..


لو شاء ربى أن يهبنى حياة أخرى فسأرتدي ملابس بسيطة وأستلقى على الأرض لا عارى الجسد فحسب


وإنما عارى الروح أيضا ..


سأبرهن للناس كم يخطئون عندما يعتقدون أنهم لن يكونوا عشاقا متى شاخوا دون أن يدروا أنهم يشيخون إذا توقفوا عن العشق ..


لقد تعلمت منكم الكثير أيها البشر ..


تعلمت أن الجميع يريد العيش فى قمة الجبل غير مدركين أن سر السعادة تكمن فى تسلقه ..


تعلمت أن المولود الجديد حين يشد على إصبع أبيه للمرة الأولى فذلك يعنى أنه أمسك بها إلى الأبد ..


تعلمت أن الإنسان يحق له أن ينظر من فوق إلى الآخر


فقط حين يجب أن يساعده على الوقوف ..


تعلمت منكم أشياء كثيرة لكن قلة منها ستفيدني


لأنها عندما ستوضع فى حقيبتى أكون أودع الحياة ..


قل دائما ما تشعر به وأفعل ما تفكر فيه


لو كنت أعرف أنها المرة الأخيرة التى أراك فيها نائمة


لضممتك بقوة بين ذراعى ولتضرعت إلى اللّه أن يجعلني


حارسا لروحك ..


لو كنت أعرف أنها الدقائق الأخيرة التى أراك فيها


لقلت:أحبك ولتجاهلت بخجل أنك تعرفين ذلك ..


هناك دوما غدا، والحياة تمنحنا الفرصة لنفعل الأفضل


لكن لو أنى مخطئ وهذا هو يومي الأخير، أحب أن أقول كم أحبك، وأنني لن أنساك أبداً ..


لأن الغد ليس مضمونا، لا للشاب ولا للعجوز .. !


ربما تكون فى هذا اليوم المرة الأخيرة التى ترى فيها أولئك الذين تحبهم ، فلا تنتظر أكثر، تصرف اليوم لأن الغد قد لا يأتي ولابد أن تندم على اليوم الذى لم تجد فيه الوقت من أجل ابتسامة أو عناق أو قبلة أو أنك كنت مشغولا كي ترسل لهم أمنية أخيرة ..


حافظ بقربك على من تحب، اهمس فى أذنهم بأنك بحاجة إليهم أحببهم واهتم بهم، وخذ ما يكفى من الوقت لتقول لهم عبارات الحب ..


لن يتذكرك أحد من أجل ما تضمر من أفكار فأطلب من الرب القوة والحكمة للتعبير عنها ..


وبرهن لأصدقائك ولأحبائك


كم هم مهمون لديك ♡.
ممـآراق لي