الخبر (صدى) :



يجد والد فتاة متفوقة دراسياً، هدية يقدمها لابنته التي تخرجت من الثانوية العامة هذا العام، سوى «الزواج»، الذي سيؤدي إلى حرمانها من إكمال دراستها الجامعية، بحسب قولها، إذ اشترط العريس أن تتوقف عن الدراسة، وهو ما وافق عليه الأب، والذي وافق على الخطبة، فيما كانت البنت تستعد لأداء الاختبارات، ولم يطلعها على الأمر إلا بعد انتهائها.

فما أن التقطت نورة (18 سنة)، أنفاسها بعد انتهاء اختبارات الثانوية العامة، إلا ووجدت نفسها تتأهب لدخول القفص الذهبي، بدل الحياة الجامعية، التي كانت تستعد لها. وقالت «إن معدلي في الثانوية العامة 98 في المئة، وحصلت في القدرات على 85 في المئة، وفي التحصيلي على 89 في المئة، وهو ما كان يؤهلني لدخول الكلية التي كنت أرغب فيها. ولكن كل ذلك تبخر، أمام إصرار والدي على تزويجي، المقرر بعد نحو شهرين».

ولم يلتفت والد نورة، لرفضها فكرة الزواج، وحلمها بأن تصبح «مهندسة».

وأضافت «لم أتوقع أن أتعرض إلى ضغط من قبل والدي لتزويجي، بعد انتهاء الاختبارات فوراً، وكان ذلك مفاجأة بالنسبة لي، إذ كنت استعد لخوض مرحلة التقديم للجامعات. كما كنت أحلم بالالتحاق في برنامج «خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي»، في حال عدم قبولي في كلية الهندسة في جامعة محلية».

وتتذكر عندما كانت تتحدث مع صديقاتها في المدرسة، عن انتقاء التخصصات، والالتحاق في الجامعات، ومعرفة إذا كانت التخصصات مطلوبة في سوق العمل، وغيرها من الأمور الجامعية التي كانت «شغلي الشاغل»، مستدركة «تبخرت كل طموحاتي، بعد قرار الزواج، الذي علمت به بعد انتهاء الاختبارات، ولم يتبادر إلى ذهني قبلها أن مشروع زواج ينتظرني، إذ أخفت والدتي الموضوع عني، إلى حين انتهاء الاختبارات، وفاجأتني به، وأخبرتني أنه قرار والدي، ولا مجال للرفض، خصوصاً أن العريس من الأقارب».

ولم تجد نورة طريقة للتخلص من الزواج، لتدخل في نوبة حزن، حتى علمت أن رفضها «لن يقدم، ولن يؤخر»، فقررت «الاستسلام» على حد قولها، وبدأت في التحضير لحفلة الزفاف، مبينة أن هذا الأمر «لا يعني أنني قبلت، فأنا رافضة لمبدأ تزويجي، على رغم أنه تم عقد القران. وأتمنى أن يتم فسخه اليوم قبل الغد ، لأذهب وأكمل تعليمي الجامعي، وأحقق طموحي، فيما أنظر اليوم إلى صديقاتي من بعيد، وهن يتأهبن للدخول في حياة جامعية، بعيدة عن الروتين المدرسي، فيما أنا في حكاية مغايرة تماماً».

بدورها، أشارت الاختصـاصية الاجتمـاعية إلهام جبر، إلى أن الإجبار على الزواج، يعود إلى طبيعة «التفكير من قبل الأهالي وكذلك العادات والتقاليد»، مبينة أن «بعضاً ممن يجبرن على ذلك يتوجهن إلى جهات حقوقية، للتقدم بشكوى والتوصل إلى حل مع الأهل». وأضافت أن «بعض الفتيات تخشى التصعيد، ولا تتجرأ على ذلك. فيما الزواج بالإجبار لن يثمر إلا نتائج سلبية، وربما تكون نهايته الفشل، فالإجبار أحد أسباب الطلاق ودمار الأسر، لعدم إتاحة الفرصة للزوجين لاختيار بعضهما، وإجبار كل منهما على الآخر».