بسمه وحده قيوم السماوات والارض
وبه استعين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين الذى بعثه الله رحمة للعالمين
اما بعد

قال (صلى الله عليه وسلم ) وبشروا ولا تنفروا ؛
اى حدثوا الناس عن رحمة الله الواسعة التى شملت كل شىء
وانها قريبة المنال وحثوهم على العمل للظفر بها "ولا تنفروا "
اى لا تبالغوا فى تخويف الناس من عذاب الله
لان ذلك يفضى الى تنفير الناس من رحمة الله وابعادهم عن خالقهم؛
اذ يتوهمون انه سبحانه وتعالى اله قاس شديد الميل الى البطش بمخالفيه ؛
على خلاف الحقيقة لانه سبحانه وتعالى الرحمن الرحيم

واذا تآملنا فى سيرة النبى صلى الله عليه وسلم واسلوبه فى الدعوة ؛
وجدنا انه صلى الله عليه وسلم كان المثل الاعلى فى التبشير وتجنب التنفير
ويكفى ان نطالع الاحاديث التى تبرهن على ذلك ومنها

( آتانى جبريل فقال بشر آمتك آنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة
فقال رسول الله يا جبريل : وان سرق وان زنى فقال جبريل نعم *)

وعندما بشر رسول الله (صلى الله عليه وسلم ) اصحابه بما قال جبريل تساءل آبو ذر
الغفارى مندهشاً : يا رسول الله وان سرق وان زنى
فقال صلى الله عليه وسلم نعم *

فقال ابو ذر مرة اخرى وان سرق وان زنى !
فقال نبى الرحمة (( نعم وان شرب الخمر )) وفى رواية اخرى مازحاً نعم رغم انف ابى ذر ..؛

فإن حاولتى اخيتى فى الله اخى فى الله النصح؛
فـــ بشروا ولا تنفروا "
فإن هذا القرأن طرفه بيد الله وطرفه بآيديكم
فتمسكوا به فانكم لن تهلكوا , ولن تضلوا بعده ابداً

وابشروا هذا ربكم قد فتح بابا من ابواب السماء يباهى بكم الملائكة
يقول : انظروا الى عبادى قد قضوا فريضة وهم ينتظرون اخرى ؛

جعلنا الله واياكم ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه