لم أتابع هذا المسلسل المثير إلا في الفترة الأخيرة، عندما تقاسم التلفزيون لدينا (الكبار والصغار)، فهناك محطات للأطفال خاصة أفلام الكارتون

ومحطة دراما وهي تواصل بثا يوميا لمسلسلات عربية وأجنبية وتركية أربعا وعشرين ساعة، ومعها تختار الوقت الذي تريد المشاهدة فيه، فلك أن

تؤجل مشاهدة مسلسل ما إلى منتصف الليل أو إلى السادسة صباحا أو الثانية ظهرا.. الاختيارات متاحة، وهذا له مبرران أولهما إشغال وقت البث اليومي للمحطة ثم للمشاهد، ومنحه الفرصة للمشاهدة وفق ظروفه.

من الأعمال المثيرة والشهيرة أيضا التي تعرضها دراما مسلسل «باب الحارة» الشهير الذي وصل جزأه الخامس والوجوه فيه تتغير وفق ما يحقق تنويعا وإثارة وكسب مزيد من المشاهدين،

هناك بطولة لأسماء بدأت مع أولى حلقات المسلسل ثم اختفت، كما أن وجوها أخرى حافظت على وجودها والتصاعد الذي تطرحه بعض الحلقات..

بعض الحلقات يجعلك إن لم تشاهد تسأل، وهو ما يحصل بالفعل عندما تتحول الحارة من انشغالها بهمومها البسيطة إلى مواجهة مستعمر، وتكون الصورة معه أكثر وضوحا والمستعمر والعاملون معه يكيدون للحارة للسيطرة عليها وللقضاء على أي تحرك للتحرر من قبضة الأجنبي وجواسيسه من حالة التدخل في شأنها أو التسلط على رجالها، تحرير الأرض أو مساعدة إخوان في فضاء وموقع آخر يحملون نفس القضية والهم.



مثل كثير من المشاهدين، لفت نظري عدة أسماء مقابل أدوار يجسدونها بكثير من البراعة، حماسة الشاب «معتز» ولماحة وشجاعة «أبو حاتم»، وقبل ذلك كانت شخصيات عديدة جسدت أدوارها بكثير من القدر الفني «أبو عصام»، الذي قيل أنه انسحب مبكرا، و»أبو شهاب» و»النمس» و»أبو محمود» و»أبو بدر» و»أبو جودت» والكبيرة منى واصف التي تؤدي دورا قوميا، وصباح الجزائري (أم عصام) و»أم زكي» وغيرها من أسماء كثيرة معروفة في الدراما السورية، لكن هذا التحديد، لا يعني تقليلا من أدوار الجميع الذين كانوا كبارا في «باب الحارة».

القصة والإخراج وكثير من الجوانب المتعلقة بالديكور واختيار المكان والأزياء وغيرها مما تحيط العمل؛ تمنحه النجاح الذي يسعاه بل ويحققه مخرج «باب الحارة» وكاتب السيناريو والمؤلف بذكاء وفطنة.