رمانة وتفاحة



بينما كان حارس البستان جالسا ،اذ دخل عليه صاحب البستان ، وطلب منه أن يحضر له رمانة حلوة الطعم . فذهب الحارس وأحضر حبة رمان وقدمها لسيد البستان.. وحين تذوقها الرجل وجدها حامضة فقال صاحب البستان: قلت لك أريد حبة حلوة الطعم، أحضر لى رمانة أخرى . فذهب الحارس مرتين متتاليتين وفى كل مرة يكون طعم الرمان الذى يحضره حامضا، فقال صاحب البستان متعجبا: ان لك سنة كاملة تحرس هذا البستان ألا تعلم مكان الرمان الحلو؟


فقال حارس البستان : انك ياسيدى طلبت منى أن أحرس البستان.. لا أن أتذوق الرمان.. كيف لى أن أعرف مكان الرمان الحلو؟ فتعجب صاحب البستان من أمانة هذا الرجل وأخلاقه فعرض عليه أن يزوجه ابنته، وتزوج هذا الرجل من تلك الزوجة الصالحة، وكان ثمرة هذا الزواج هو العالم الزاهد عبد الله ابن المبارك.




--------


بينما كان رجل يسير بجانب بستان وجد تفاحة ملقاة على الارض فتناول التفاحة وأكلها ثم حدثته نفسه بأنه أتى على شىء ليس من حقه، فأخذ يلوم نفسه، وقرر أن يرى صاحب هذا البستان فأما ان يسامحه فى هذه التفاحة أو أن يدفع له ثمنها.وذهب الرجل لصاحب البستان وحدثه بالامر ، فاندهش صاحب البستان لامانة الرجل وقال له: ما اسمك؟ قال له ثابت.قال له لن أسامحك فى هذه التفاحة الا بشرط أن تتزوج ابنتى.. واعلم انها خرساء عمياء صماء مشلولة. وأخذ ثابت يوازن بين عذاب الدنيا وعذاب الاخرة.. فوجد نفسه يوافق على هذه الصفقة وحين حانت اللحظة التقى ثابت بتلك العروس .. واذا بها أية فى الجمال والعلم والتقى.. فاستغرب كثيرا.لماذا وصفها أبوها بأنها صماء مشلولة خرساء عمياء .. فلما سألها قالت : اناعمياء عن رؤية الحرام خرساء صماء عن قول وسماع ما يغضب الله .. ومشلولة عن السير فى طريق الحرام ، وتزوج ثابت بتلك المرأة وكان ثمرة هذا الزواج الامام أبى حنيفة النعمان ابن ثابت