قيل إن طالباً في جامعة كولمبيا دخل مادة الرياضيات وسرعان ما غلبه النعاس ولكنه استيقظ نهاية المحاضرة ووجد الواجب على السبورة فنقله بصمت وعمل على حله في البيت بهدوء وعندما ذهب سلمه للأستاذ نفى الأخير تكليفهم بواجب وأخبره وهو مصدوم أن المسألة التي كتبها على السبورة ما كانت إلا أنموذجاً للمسائل الرياضية التي عجز العلم عن حلها!!
في صقلية حدث أن دخل عامل غرفة التبريد في مصنع مواد غذائية فأُغلق عليه الباب، قاوم الخوف وبدأ في طرق الباب والاستغاثة ولكن الموظفين كانوا قد رحلوا.. في صبيحة اليوم التالي فتحوا الباب فوجدوه ميتاً وكان قد كتب رسالة لأهله قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة يودعهم فيها ويصف أحساسة وهو يتجمد ويموت من البرد المفاجأة أن درجة برودة الثلاجة كانت 15 درجة مئوية ولم تكن كفيلة بقتله أبداً ولكن وهم تجمده وهلعه هو ما قضى عليه – بأزمة قلبية لا بالبرد!!
الخوف من التقدم والخوف من الآخر, والخوف من التغيير, والخوف من تحدى الموروثات, والخوف مما هو غير مألوف لذلك فقدنا الصدارة في كل شيءأما الأطرف فقصة لصحفية ألمانية قرأت لها عرافة الكف وهي في التاسعة وأخبرتها أنها ستموت في الأربعين من عمرها.. وعندما بلغت الـ34 عاودها الخوف مجددًا لما قرأت لها غجرية في المغرب الكف وقالت: لها إنك ستموتين شابة، وسرعان ما تملكها الخوف والألم لإحساسها بقرب منيتها فأدمنت الكحول وماتت في الـ37 – إنما- بسبب القيادة وهي مخمورة..!!
نسوق لكم تلك الأحداث لنقول: إن أغلال الأفكار السلبية المعبأة في العقل الباطن كثيرًا ما تكون أكبر قيودنا وأسوأ كوابيسنا.. ولو غربلنا قناعاتنا قد نكتشف أننا نعيش تحت رحمة أوهام لا تعد.. منها ما يحجزنا عن الإبداع والانطلاق.. ومنها ما يتآكلنا من الداخل رعباً من أمور غير مرعبة!
الخوف والشك في القدرات والأفكار السلبية أمرٌ مُجهد ومدمر ونحن في هذا الإقليم ننشأ منذ الصغر على الخوف من كل شيء.. الخوف من التقدم, والخوف من الآخر, والخوف من التغيير, والخوف من تحدى الموروثات, والخوف مما هو غير مألوف لذلك فقدنا الصدارة في كل شيء وتدهورنا في كل مجال..
كان الفيلسوف فولتير يقول: « لا تسأل لِمَ.. بل قل لِمَ لا؟» ونحن بحاجة لهذه الجرأة في التعاطي مع كل شيء.. على صعيد شخصي ومجتمعي وسياسي.. فالواقع يطيع من يتجاسر عليه لا من يذعن لثوابته ومسلماته