تشير العديد من الدراسات الى أن القراءة في الوطن العربي لا تحظى بما تستحقه من الاهتمام، وبينت تلك الدراسات أن القارئ العربي يقرأ سنوياً ربع صفحة، كما أشارت دراسة أخرى الى أن الطفل العربي لا يقرأ سوى ست ساعات خارج المقرّر الدراسي، وهو أمرٌ يحتاج من العقلاء وقفة جادة.




تؤكد الأرقام السابقة أن القراءة ليست في بؤرة اهتمام المواطن العربي، وربما يعود ذلك إلى غياب الوعي بأهميتها وضرورتها لبناء الفكر، واكتساب الحكمة؛ والحكمة ضالة المؤمن.
وإن ما يعانيه العالم العربي من قصور في هذا الجانب، هو أكثر وضوحاً في المجتمع السعودي بكافة شرائحه، لذلك فالحاجة ماسة لتنمية الاتجاهات الإيجابية نحو القراءة في مجتمعنا، وتتحمل الأسرة والمؤسسة التربوية والمؤسسات الثقافية المسؤولية لجعل القراءة عادة من العادات التي تتنافس بها الشعوب، ونحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بنشر ثقافة القراءة، وبيان أهميتها، وفوائدها بين الشباب والأطفال، فالأسرة يمكن أن تؤسس مكتبة في المنزل، وتخصص مبالغ مالية لاقتناء بعض الكتب لأبنائها، مع الإشارة لضرورة التوجيه الصحيح، والمؤسسة التربوية بالتنسيق مع المؤسسة الثقافية،
نحن مطالبون أكثر من أي وقت مضى بنشر ثقافة القراءة، وبيان أهميتها، وفوائدها بين الشباب والأطفال، فالأسرة يمكن أن تؤسس مكتبة في المنزل،من واجبها إعداد الخطط والبرامج والأنشطة المناسبة لغرس عادة القراءة وتفعيلها، مع العناية بتخصيص أسبوع للقراءة في كل فصل دراسي يتم خلاله تشجيع الطلبة على اقتناء المراجع والكتب واستعارتها، حسب امكانات وميول كل طالب وقدراته، وبالتالي تكون هناك حلقات نقاش بين القارئ وزملائه وأساتذته حول ما قرأ، ومن المهم استثمار الوقت للتدريب على القراءة السليمة والواعية، وكيفية الاستفادة منها، كما نشدد على ممارسة القراءة الواعية المستمرة التي يكون من خلالها قادراً على التأمل والتفكير.
نحن معنيون جميعاً؛ مثقفين ورجال أعمال، وكل محبي العلم والمعرفة، بالمساهمة في حث المؤسستين التربوية والثقافية على ضرورة إعداد العقول الواعدة القادرة على صنع الأجيال القادمة التي ترتقي بهذا المجتمع، ولا يغيب عن أذهاننا أن القراءة ذات يوم صقلت العقل العربي، ورسمت صورة له ناصعة البياض، فظللنا _حتى هذه اللحظة_ نفاخر الأمم بذلك النتاج الفكري. فهل نفعل مافعله الأجداد؟