أوضح المتحدث الأمني في وزارة الداخلية أن المملكة تمنع تنظيم المظاهرات أو المسيرات أو الاعتصامات والدعوة إليها. وتمنع المملكة المظاهرات نظراً لما ينشأ عن التجمهر من مشاكل وأحياناً انفلات أمني غالباً يؤدي إلى المساس بحقوق الناس وممتلكاتهم وأعراضهم ويشكل خطورة على حياتهم.
وحذر المتحدث بأن قوات الأمن مخولة بفرض الأمن والاستقرار.
ويأتي إعلان وزارة الداخلية بعد محاولات للتجمهر والدعوة إليها من كثير من المغامرين والذين ينوون النيل من استقرار المملكة ومكتسباتها.
والمظاهرات والتجمهر يعطيان الفرصة كي يندس في صفوفها بعض المغرضين الذين يودون إشاعة الفتنة والفوضى والفرقة في البلاد، وبالذات المخربون والإرهابيون الذين يهددون المملكة ليل نهار بالتفجيرات وسفك الدم في الشوارع وفي صفوف الناس وفي صفوف موظفي الدولة وكل الذين لا يدخلون في بيعة إمارتهم المزعومة الخارجة عن الإجماع والإسلام وأدنى سلوك حضاري.
ولن يجد الإرهابيون أفضل من المظاهرات والمسيرات للدخول إليها وتنفيذ مآربهم وإحداث فوضى في البلاد.
ورأى المتحدث باسم وزارة الداخلية أن الفرصة متاحة للتواصل مع المواطنين لعرض مطالبهم ووجهات نظرهم دون الاضطرار إلى التجمهر وتنظيم المسيرات بكل ما تحمله من مخاطر واحتمالات نشوء الفوضى، خاصة أن المعادين للمملكة والذين ينوون زرع الفتنة في صفوف مواطنيها، وتصفية حساباتهم الخاصة، يستعدون لاستغلال المظاهرات والمسيرات كي ينفثوا سمومهم ويزرعوا شرورهم. والمظاهرات هي الأنسب ليندس المخططون للفتنة في صفوف الناس ويحدثوا الإرباك والعدوان على متظاهرين ورجال الأمن، كي يحققوا أهدافهم الشريرة.
ثم إن المظاهرات والتجمهرات في المملكة بصفة خاصة تحدث مشاكل قد تغيب عن أذهان كثير من الذين ينجرون وراء الدعوات للتظاهر، فالمملكة بلد مترامي الأطراف ويضم تنوعات طائفية وعرقية ومناطقية وقبائلية، وأي عبث في استقرار البلاد يشجع كثيرا من دعاة الفتنة إلى العمل وضرب وحدة البلاد ومكتسباتها.
وقد رأينا أن كثيرين من الذين يعادون الوطن العربي واستقرار البلدان العربية ويعادون المملكة ومواطنيها بصفة خاصة، يهللون لنقل المظاهرات إلى المملكة ودول الخليج.
وهذه الدعوات المشبوهة التي تجري تحت غطاء الحريات وحقوق الإنسان، تخفي في بواطنها أهدافاً واضحة. لأن المملكة ودول الخليج محصنة وطنياً وتتمتع باستقرار ومكتسبات اقتصادية، ولا يمكنهم الدخول إلى هذه البلدان والتأثير على استقرارها سوى بالمظاهرات والمسيرات وفوضى الشارع. وما تشهده ليبيا الآن خير مثال، بغض النظر عن صلاح الحكم في ليبيا أو فساده، فإن ليبيا تدخل نفقاً مظلماً والدماء تسفك بغزارة والبلاد تتقسم والمكتسبات الاقتصادية تتبخر. وربما تفضي تطورات الأحداث في ليبيا إلى تدخل دولي واحتلال أجنبي قد يحولها إلى عراق أخرى أو صومال أخرى. وحتى لو توحدت ليبيا من جديد فإن الثمن فادح بخسائر الأرواح والاستقرار والاقتصاد.