عندما يتحول الحوار بين الزوجين من‏'‏ لغة تفاهم‏'‏ إلي مصدر للخلاف والاتهام المتبادل قد يضطر الزوجان إلي‏'‏ الصمت‏'..‏ فماذا يفعلان حتي يصبحا قادرين علي إقامة حوار ناجح؟



أن الحوار بين الزوجين يحقق المودة والتفاهم‏,‏لكن كثيرا من الأزواج يجهلون كيفية إدارة حوار ناجح بينهما فيمارسون أساليب خاطئة في أثناء الحوار سببها اختلافات نفسية وفكرية في شخصية كل منهما‏,‏ ومن هذه الأساليب التي يجب تجنبها ما يلي‏:‏
‏{‏ افتراض الزوج الدائم أن زوجته يجب أن تتصرف كما يتصرف هو من حيث اسلوب التفكير والكلام وهذا خطأ كبير‏.‏


‏{‏ الاستهانه دائما بشكوي الزوجة واعتبارها من أساليب النكد‏.‏
‏{‏ تعامله المستمر معها بلغة العقل وتجاهل لغة العاطفة‏,‏وذلك يرجع لطبيعة الرجل وأسلوب حياته‏.‏
‏{‏ الاستخفاف بآراء الزوجة أثناء المناقشة وعدم إعطائها فرصة لعرض وجهة نظرها بدعوي ضيق الوقت للتحاور نظرا لضغوط العمل وهو علي اقتناع بأنها سوف تتفهم ذلك‏.‏



‏{‏ مقارنة الزوجة أفعال زوجها دائما بأفعالها هي‏,‏ وبالتالي فهي تتوقع أن يقوم بما ترغب في القيام به وهذا لا يحدث‏,‏كما انها تتوقع ايضا أن يعبر لها باستمرار عن مشاعره الرومانسية تجاهها وكم هو يحبها ومهتم بها‏.‏
‏{‏ اتباع بعض الزوجات أسلوب الاستفزاز والعناد في معاملتهن لأزواجهن في كل شيء خاصة في أثناء الحوار وذلك لأعتقادهن الخاطي أن هذا هو الأسلوب الصحيح للتعامل معهم أومع الرجل بشكل عام‏.‏ وهذه كلها نقاط او أشياء سلبية لابد أن يتجنبها كلا من الزوجين‏.‏


‏{‏ يجب أن تعلم الزوجة أن الرجل لا يتكلم إلا لهدف معين‏,‏ فالحوار عنده يكون لتحقيق هدف معين مثل إثبات الذات أو اكتساب علاقات جديدة ولذلك نري الرجل يتكلم خارج المنزل أكثر من داخله لتحقيق اهدافه‏,‏ وعند عودته إلي المنزل فهو يعود إلي الراحة وهي بالنسبة له عدم الكلام‏!!!‏


‏{‏ الرجل يجد صعوبة كبيره في التعبير عن مشاعره بالكلام‏,‏ بينما يمثل الحوار للمرأة حاجة نفسية لابد أن تشبعها‏,‏ خاصة مع زوجها فإذا كان لا يتحاورمعها أو لا يصغي لحديثها فإن ذلك يؤثر علي نفسيتها وهي تفسر ذلك بأنه لم يعد يحبها أو يهتم بها‏.‏
‏{‏ تكثر الزوجة داخل المنزل من الكلام وتتكلم في أمور كثيرة وذلك لأنها تشعر بأن المنزل هو المكان الأمثل لتمارس حريتها في الكلام من دون خوف من ملاحظات الآخرين‏.‏


لكن‏..‏ لماذا يختلف أسلوب الرجل عن أسلوب المرأة في الحوار؟‏.‏
تشير د‏.‏أميمة كامل أستاذ الاجتماع إلي أن الرجل يختلف عن المرأة في طريقته لاستخدام اللغة أثناء الحوار‏,‏ وهو ما يطلق عليه أسلوب الحوار فتلاحظ أنه يختار كلماته بدقة وواقعية‏,‏ فكل كلمه يقولها يقصدها ويعنيها بذاتها فنري كلامه مرتبا‏,‏ متسلسلا ومنطقيا يبتعد عن العاطفة‏,‏ بينما تستخدم المرأة لغة العاطفه في كلامها دائما‏.‏
كما أن المرأة عندما تتكلم تطلق احكاما عامة شاملة لا تقصدها لذاتها إنما لتبالغ في التعبير عن شعورها أو ما يغضبها‏,‏

وهذا الأسلوب يفهمه الرجل كما هو وذلك لأنه يفهم كلامها من خلال رؤيته هو‏..‏ ومما يزيد من ألم الزوجة عدم تفهم زوجها لاحتياجها العاطفي‏,‏ فهذا الأسلوب يغضبها جدا ويؤثر فيها تجاهل زوجها الدائم لها عندما تتكلم معه وايضا عدم اهتمامه بما يؤرقها وبدل أن يخفف عنها معاناتها فهو يزيدها ألما‏.‏


كذلك نلاحظ أيضا في حالة الحوار بين الزوجين أن المرأة تنتقل من موضوع إلي آخر بدون أن تنهي الموضوع الأول مما يجعل زوجها غير قادر علي الاستمرار والمتابعة‏,‏ فهو بطبيعتة يركز في مناقشة موضوع واحد فقط ولا يترك ملفات مفتوحة‏.‏
وتضيف أن كل هذه الاختلافات لو لم يعرفها الزوجان جيدا قد تفجر بركانا من الاختلافات الزوجية ولهذا تنصح د‏.‏أميمة الزوجين بما يلي وذلك لكي يتقنا فن الحوار‏:‏
‏{‏ إختيار الوقت المناسب لبدء أي حوار مع مراعاة الحالة النفسية للطرف الأخر‏.‏
‏{‏ ألا يكون الهدف من الحوار كسب نقاط وإثبات للطرف الآخر أنه علي خطأ‏,‏ وليكن الهدف هو الوصول إلي قرار معين أو حل لمشكلة ما‏.‏



‏{‏ أن يكون الحوار محددا مع عدم الخروج عن الموضوع الأساسي‏.‏
‏{‏ أن يفسح كل طرف المجال للآخر لكي يعبر عن أفكاره والاستماع له بشكل جيد وبكل تركيز‏.‏
‏{‏ مهما كان نوع الحوار فيجب أن يسوده المودة والاحترام المتبادل وعدم التقليل من الطرف الآخر أو النطق بكلام جارح‏.‏
‏{‏ ليس من الضروري إذا بدأنا الحوار أن


ننهيه بالتوصل إلي حل‏,‏ خاصة إن كانت هناك مشكلة كبيرة ولكن من الممكن أن نعطي لأنفسنا فتره للتفكير ونوقف الحوار ثم نتابعه في وقت لاحق لإتاحة الفرصه لكل طرف لمراجعة وجهة نظره‏.‏
‏{‏ الهدوء وخفض مستوي الصوت في أثناء الحوار من كلا الطرفين كفيل بنجاح أي حوار وعدم وصوله إلي مرحلة الشجار‏.‏