أشد الناس استعظاما للعيوب بلسانه هو أشدهم استسهالا لها بفعله :

ولكن هذا ليس صحيحا في كل الأحوال , ولا أقول كذلك بأنه صحيح في أغلب الأحوال .

ولكنني أقول بأنه صحيح وواقع في كثير من الأحيان .

وهذا الكلام ينطبق على المتدينين كما ينطبق على غيرهم . وعلى سبيل المثال فإن المتدينين المتعصبين تجدهم في الكثير من الأحيان يشددون بالقول على أنفسهم وعلى الناس في مسائل تساهل العلماء فيها , وفي المقابل :
- نجدهم متساهلين في التطبيق مع أنفسهم في نفس المسائل , كمن ينادي ويشدد المناداة بحرمة التصوير غير المجسم الذي ذهب أغلب الفقهاء إلى جوازه , ثم قد تجده يتفرج خفية عن الناس من خلال التلفزيون على عورات النساء الأجنبيات وعلى الأفلام الجنسية الفاضحة والساقطة ...
- كما نجدهم متساهلين في التطبيق مع أنفسهم في مسائل أخرى كمن يتشدد مع من تشدد من العلماء في تحريم السماع إلى الموسيقى- مهما كانت هادئة وبعيدة عن الكلام الذي لا يليق - الذي قال كثير من العلماء بجوازه , ثم تجده مثلا يلعب القمار والميسر مرة في السر ومرة في العلانية !!.
وهكذا ...
ومن هنا أقول ما قلته مئات المرات بأن التعصب المطلوب والمشروع والمحمود هو في المسائل الاتفاقية التي لا خلاف فيها , وأما في المسائل الخلافية الثانوية الاجتهادية فمطلوب فيها سعة الصدر وطول البال .
ومما يتصل بهذا الأمر كذلك,ومن التناقضات التي نلاحظها هنا وهناك في عالم الناس اليوم وفي كل زمان ومكان:
ا- تشدد الشخص مع نفسه في إلزامها بـفـعل مستحبات أو مندوبات ثم تساهله قبل أو بعد أو أثناء ذلك مع نفسه وهو يجاريها ويسايرها ويراها تقصر جهارا نهارا في واجبات وفروض شرعية لا خلاف فيها .
ب- أو تشدد الشخص مع الناس من أجل دعوتهم بقوة للإلتزام بمستحبات أو مندوبات شرعية , ولكنه في المقابل يسكت ولا يتفوه بكلمة وهو يرى نفس الناس يقصرون في واجبات أو فروض شرعية متفق عليها .

نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما يعلمنا وأن يزيدنا علما .
اللم ارزقني وأهل المنتدى جميعا الصواب والإخلاص لك وحدك في كل أقوالنا وأفعالنا .
اللهم وفقني وأهل المنتدى جميعا لما فيه خير الدارين , آمين .