الانسان ذو خطا ، ومن منا من لم يخطى فنحن بشر ومن طبيعتنا الزلل والخلل..
ادم وحواء عليهما السلام وقعا في الخطا واكلا من الشجره ، لكن بعد الخطا قالا (ربنا ظلمنا انفسنا وان لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين)


ان من معالم العظمه ان يقبض الرجل على اخطائه ويصححها ، ومن تمام الرجوله الا يتكبر ولا يستنكف ان يعتذر عن خطا او ذلة وقع فيها ، وليس هذا لاحد الا الرجال بل العظماء من الرجال ...

ومن فوائد الاعتذار حال الخطا:
اعتذرت فأرضيت ربا : ان التائب حبيب الرحمن ، والراجع عن الذنب معترفا بخطئه له عند خالق الناس مكانه عاليه

وكسبت قلــــــــــــــــبا : فالقلوب تأنف من المخطى المكابر ، وتبغض مرافقته ، وباعتذارك عن خطئك ، ترتفع اسهم احترامك لدى القلوب الواعيه المنصفه

ومنعت شــــــــــــــــــرا :فكم من البلايا والمصائب كان يمكن التغلب عليها بكلمة اسف

وازددت تواضعـــــــــا :ان معرفتك للخطا واعتذارك عنه يكشف لك حقيقة النفس البشريه ويفضحها امامك
ويظهر جليا ان الكل ذو خطأ ، وان زمن المعصومين قدولى منذ فارق الرسل والانبياء هذه الارض

وكنت قـــــــــــــــــدوة : في الزمن الذي عزت فيه النماذج الطيبه ، صار وجود القدوه الذي يتمثل من الاقوال والافعال نادرا ، واصبح وجوده مطلبا هاما

يقول الاستاذ عم التلمساني ـ رحمه الله ـ غاضبت الامام مره وانصرفت وشعرت بخطى فعدت في اليوم التالي معتذرا فلم يقبل وامرني بالرجوع من حيث اتيت فعد ت كاسف البال ولكن لست ناقما وماراعني الا انني بعد عودتي الى منزلي ، اجد باب المنزل يدق واذا به الامام ومعه احد الاخوان ويقول جئنا لنتغدى عندك


وهكذا العظماء حال خلافهم ... فأولهم يدهشك باعتذاره وإنابته ... والثاني يبهرك بسلامه صدره وصفاءه