تعرضت ممرضتان للاعتداء في ساعة متأخرة من الليل في قسم التنويم في مستشفى الأمير سعود بن جلوي في محافظة المبرز البارحة الأولى. وأفاد «عكاظ» شهود عيان أن طاقم التمريض في الدور الثالث من المبنى هرعوا إلى صوت صرخات عالية أطلقتها ممرضة من جنسية آسيوية مستنجدة برجال الأمن، كما استيقظ عدد من المرضى المنومين الذين غادروا أسرتهم فزعين، ظنا منهم أن مكروها حصل، ليكتشف الجميع أن أحد حراس الأمن الخاص في المستشفى محكم قبضته بخناق الممرضة المستغيثة أمام المصاعد الكهربائية، ويكيل لها الصفعات واللكمات والركل، وعبثا حاولوا تخليصها من بين يديه.
وأضاف الشهود أن المعتدي لجأ إلى لوحة إعلانات قريبة وانتزع منها الدعامات الحديدية، وانهال بالضرب على الممرضة التي كانت تحاول الوقوف مرات عدة وسرعان ما تسقط مثقلة بآلامها بحسب الشهود، كما عمد إلى انتزاع هاتف قريب وضربها بالسماعة على رأسها، بينما حاولت ممرضة سعودية إنقاذ زميلتها، إلا أن ضربة قوية من رجل الأمن الغاضب أصابت يدها، لتنخرط بدورها في نوبة بكاء ممسكة بذراعها.
وحاول المعتدي ــ بحسب إفادة الشهود ــ أن ينهال بالضرب على أحد المرضى الذي حضروا المشهد (تحتفظ «عكاظ» باسمه)، كما حاول الانقضاض عليه لاحقا في مكتب المدير المناوب أمام مرأى الشهود، لولا تدخل الحاضرين في احتواء النزاع بينهما وحماية المريض الذي يعاني أزمة قلبية وتكسرا في الدم. وأكد الحاضرون أن تدخل المدير جاء متأخرا بعد نداءات عدة وجهت له، الذي أمسك فور حضوره بيد رجل الأمن وأخذه إلى مكتبه، بينما استنجدت الممرضات السعوديات بأهاليهن مطالبينهم بالحضور لحمايتهن وإنقاذهن من الموقف الذي «لم يؤخذ بمحمل الجد» من قبل المدير المناوب حسب إفادتهن. وبادر زوج إحدى الممرضات بالاتصال بعمليات الأمن العام، لتتوافد الدوريات الأمنية إلى المستشفى فور ورود البلاغ عند الساعة الثانية فجرا، غير أن المدير المناوب رفض تدخلهم في الحادث، مبررا أنه «شأن داخلي يخص إدارة المستشفى»، بينما رأى عدد من أزواج الممرضات الذين حضروا إلى الموقع أن الحادث «يعد جنائيا ويستحق تدخل رجال الأمن»، وعندما طالبت الأجهزة الأمنية من المدير المناوب تسليم رجل الأمن إلى مخفر الشرطة للتحقيق معه حول ملابسات الحادث، والتحقق من صحة البلاغات التي وردت إليهم، أفادهم أنه سمح له بمغادرة المستشفى قبل وصول الدوريات الأمنيه بدقائق. ورفض المسؤولون في المستشفى إفادة «عكاظ» بأية معلومات حول ملابسات الحادث ودوافعه، بينما أكدوا تفاصيل الواقعة التي رواها الشهود.
يذكر أن الشهود سمعوا رجل الأمن أثناء عملية الاعتداء يكرر على الضحية مطالبتها بإعطائه الهاتف الموجود في جيبها، ولا تزال ملابسات القضية غامضة بين طاقم التمريض أنفسهم، كما علمت «عكاظ» أن ضغطا إداريا مورس على الضحية بعدم تقديم شكوى للجهات الأمنية، بينما منحت إجازة مرضية بعد خضوعها للعلاج في قسم الطوارىء .