قال : " اتقوا الله.. ولا تجعلوا التراث محركاً للفتوى "..
أمير سعودي ينتقد فتوى اللجنة الدائمة عن " الكاشيرات " ويتساءل : كيف يبرر أعضاء اللجنة الموقرة عمل السائق والخادمة في منازلهم ؟!

الرياض: قضايا سعودية
انتقد اليوم الأمير السعودي " بندر بن عبدالله بن محمد بن سعود الكبير " فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء الخاصة بتحريم عمل النساء بمهنة "كاشيرات" متسائلاً عن إن كان أعضاء اللجنة أصدروها بناءً على غيرة تراثية تجنبت استخدام العقل الذي تجمّد لتضع آزارها لخلخلة مجتمع كامل تعلو فيه صيحات من أراد لقمة العيش.
وأضاف الأمير بندر:
" كيف يحرُم شيء وفيه اختلاف في وجهات النظر من قبل مذاهب سنية أخرى؟ وكيف تبرر اللجنة فتواها التحريمية المبنية على التضييق الذي أتى الإسلام ليفسحه؟ وكيف يبرر أعضاء اللجنة الموقرة عمل السائق والخادمة التي في منازلهم أو منازل أقاربهم؟ ".
وجاء حديث الأمير في مقال نشرته صحيفة الجزيرة السعودية أكد فيه إيمانه بأن الدين الإسلامي أتى بنصوصه العظيمة بدون طلاسم تحتاج أن يفكك رموزها خبراء، بل بلسان عربي مبين يأمر باستخدام العقول.
ووجه الأمير بندر رسالة لأعضاء اللجنة قال فيها :
" أود هنا أن أوضح صورة سوداء يمر بها مجتمعنا وآمل من اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء أن تدرسها دون أي تعصب تراثي أو ربطها بالحالة الاجتماعية. الصورة هي : فتيات ليس لهن دَخْل ، وصَدت الأبواب في وجههن للعمل من أجل كسب العيش ، بدأن بالتسول رغم أنوفهن فلم يتقبلهن المجتمع ، ولم يقبلن على أنفسهن ذلك ولكن حدتهم الظروف لها ، وأخذن ينظرن شمالاً ويميناً ليعشن فوجدن باباً وحيداً قادرات على فتحه وهو باب الرذيلة ،
ولديهن خياران : إما أن يقبعن في منازلهن ويأكلن من حشائش الأرض،
أو يفتحن هذا الباب الذي سيجنين منه قوتهن ويعشن دون كرامة.
والسؤال هنا ليس أي من الطريقين يجب أن يسلكن ؟
ولكن السؤال هو من أوصلهن لما هن عليه وسدّ عليهن أبواب العيش الشريف وضيّق عليهن. هذا هو السؤال الذي يدمي العين، فاتقوا الله باتباع دين الله ولا تجعلوا التراث محركاً للفتوى".