كن كالقمر يرفع الناس رؤسهم كي يروه




ولا تكن كالدخان يرتفع لكي يراه الناس


من الناس من يعيش
حياة مديدة ويمر بأحوال
سعيدة ولكن محصلة حياته

تكون صفراً .. ومن الناس من يعيش

حياة قصيرة ويمر بأحوال سعيدة لكن

محصلة حياته تشكل رقماً كبيراً في عداد

فالأول يعيش على هامش الحياة لا يهتم

إلا بنفسه ولا يكترث بمصالح الناس

ولا يلقي الاً للمصلحة العامة فيموت دون أن

يدري به أحد لأن موته لا يغير شيئا في حياة الناس ولا ينقص الكون

محسناً بفقده ولا يخسرمصلحاً
بموته فيخرج من الدنيا غير مأسوف عليه

والثاني يعيش الحياة بكل معانيها ويقدم مصلحة الناس على مصلحته

ويكثر من الإحسان إلى الناس

ويكون عضواً فاعلاً ونافعاً في المجتمع فإن مات فإن السماء تهتز لفقده والأرض تحزن لفراقه ومكان سجوده وصلاته يبكي عليه والناس تفتقد إحسانه وتحن إليه

فلنحاول أن لا نكون صفراً ولنعلم

أن الرقم الذي يمثلنا يكبر كلما كبرتدرجة إحساننا إلى الناس ونحتل مكاناً في

الوجود مساحته تعادل مساحة نفعنا لخلق الله وتعاوننا مع الآخرين في

سبيل المصلحة الإنسانية وشعورنا بالمسؤولية الملقاة على عاتقنا

وكلما زاد هذا الشعور زادت معه قيمة الإنسان

فكن

رقما إيجابيا وإياك أن تكون صفرا

ولكن هل تدرون من هو أسوء

من هذا الشخص الصفر

إنه الرقم السلبي الذي لا يسلم الناس من شره
وأذاه فذلك الذي يقال عند وفاته : الحمد لله

فلا تكن كذلك

وحاول أن تكون ممن يقال عند وفاتهم

لا حول ولا قوة إلا بالله