علمينى كيف أغدو نهرَ عطرٍ


يَتَهَادى بين كفيكِ صَبَاحَا


شاطئاه من زهورٍ فاحَ منها


فيضُ عِطْرِ إنْ رأى وجْهَكِ لاح


علمينى كيف آتيكِ ربيعاً


دائمَ الفَوْحِ مجيئاً وَرَوَاحَا


علمينى كيف آتيكِ كطيرٍ


قاصداً وجهَكِ قلباً وجَنَاحَا


علمينى ، أنا ما كنتُ بِعُمْرِى


غيرَ مذبوحٍ على المأساةِ ناحَ


ليس لى من عالمِ الرِّقَةِ إلا


عبراتٌ وتَكَبَّدْتُ الجِراحَا


ليس لى غيرُ فؤادٍ نالَ طَعْنَاً


وعلى كَفِّكِ أفْضَى واسْتَراحَ


يقطع الأميال يأتيكِ عشيَّا


ومعَ الصُّبْحِ تَزُفِّينَ الصَّبَاحَا


نادِ قلبى وبكفيكِ احْضُنِيهِ


فتَّه الوجْدُ وما ذاقَ انْشِرَاحَا


ما لديهِ صورةُ يلقاكِ فيها


فامْنَحِيهِ طلعةَ البدْرِ سماحَا


وإذا لاقاكِ فى جُنْحِ الليالى


سامِحِيهِ لو إلى قَلْبِكِ بَاحَ


**