حكمة الله تعالي في اخفاء صراخ الميت لااله الا الله

حكمة عظيمة في إخفاء صياح الميت :

أولا :

ما أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله :
"لولا أن تدافنوا ,لدعوت الله ان يسمعكم من عذاب القبر "(218 )

ثانيا :

أن في إخفاء ذلك سترا للميت.

ثالثا :

أن فيه عدم إزعاج لأهله.لأن أهله إذا سمعوه يعذب ويصيح لم يستقر لهم قرار.
رابعا :

عدم تخجيل أهله ,لأن الناس يقولون : هذا ولدكم !هذا أبوكم !
هذا اخوكم ! وما أشبه ذلك.



خامسا :


أننا قد نهلك لأنها صيحة ليست هينة ,بل صيحة توجب أن تسقط القلوب من معاليقها ,
فيموت الانسان او يغشى عليه.

سادسا :

لو سمع الناس صراخ هؤلاء المعذبين ,لكان الايمان بعذاب القبر من باب الايمان بالشهادة ,
لا من باب الايمان بالغيب , وحينئذ تفوت مصلحة الامتحان ,
لأن الناس سوف يؤمنون بما شاهدوه قطعا ,
لكن إذا كان غائبا عنهم ,
ولم يعلموا به إلا عن طريق الخبر ,صار من باب الايمان بالغيب.


تنبيه :قال المؤلف رحمه الله :

"فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الانسان , ولو سمعها الانسان لصعق "
هذا ورد في في قول الجنازة إذا احتملها الرجال على أعناقهم ,
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم :" فإن كانت صالحة ,قالت :قدموني ,
وإن كانت غير صالحة قالت :ياويلها أين يذهبون بها ؟؟؟
يسمع صوتها كل شيء إلا الانسان , ولو سمعه لصعق
(21. أما الصيحة في القبر
,فقال النبي صلى الله عليه وسلم
" فيصيح صيحة يسمعها من يليه من غير الثقلين (219) .
أخرجه البخاري بهذا اللفظ.
والمراد بالثقلين : الانس والجن.