كانت تغوص رويدا رويدا



و انا اراقبها وآودعها




و هي تعانق البحر و تغوص فيه شيئا فشيئا




كم كان منظرا جميلا و رائعاً 004




و اخذ الشفق يتزين باللون الاحمر و كانما الشمس لونته له عند مغادرتها




او انه كان خجلا من شيء لا اعلمه انا








و ما فارقت كرسي حتى اخذت السماء تتستر بالعتمة




و بدأت مصابيح السماء بتزينها




و كم تلألأت و ظهر بينهم القمر المنير و هو هلال صغير )




فهل تعتقد ان يمر مثل هذا المنظر و انا اتفرج




نعم اخذت قلمي لآكتب








و لكن عندما امسكته اخذت تضيع مني الكلمات و تتبعثر و تهرب




تارة الى ماض عشته بالحب و الوعود




عشت فيه احلى الايام على اعتقادي في ذلك الوقت




كنت اعد النوم في ليالي هذا الماضي




كنت اناجي القمر و كم كان يشبههـ/ـا بل كانـ/ ت آجمل بكثير منه 004








و تارة الى ماضي عشته بآلم




و ما احببت حتى ذكراه و ما اطول لياليه




ليالي الفراق و الالم و البعاد




ليالي الغربة و الهجر




ليالي كنت اخشى ان انظر الى النجوم فيذكروني




كنت اخشى من الليالي المقمرة




كنت اخشى القمر و ان اناظره فيعاتبني




كنت اخشى ان يسائلني فما عندي جواب !! :frown:








و تارة الى ماض تفككت فيه آسرتي امام اعيني




و انفرط العقد و ما استطعت ان الملم أي شئ من اللؤلؤ




و انا ارى كل حبة من الجمآن تنحدر بمكان ما




و تهوى الى رقعة ما




و انا اراقب و لكن ما كان باليد حيلة ابداً :(





و تارة الى ماض ما عرفت فيه الله




و ما عرفت لذة الطاعة




و كم يؤلمني هذا الماض و لا يغادر راسي ابداً





و تارة الى ماض يبكيني




ماض يذكرني بشاطئ البحر المقآبل لمنزلي




كم كنت انزل اليه و تمسكني يدين من اليمين و الشمال




و كبرت و اصبحت انزله و لكن ما عادت يدي اليمن مقيدة باليد الحنون




فقد غادرتني و بت انزل اليه بيد واحدة فقط




كم كان يبكيني و انا ارى غيري ممسكا بيد واحدة فقط ~





و تارة الى ماض يضحكني




و نحن الصغار نجري في تلك الحديقة




و البراءة لا تغادرنا




و الطفولة تملئ اجسادنا




و كم كنا نضحك ايامها




و كبرنا و افترقنا كل في طريقه بالحياة




و ما عدنا نلتقي الا بالصدف او بالمناسبات








و تارة الى ماض ليس ببعيد عندما كنت في احدى الاحياء




و انا اركن سياتي و اريد ان انزل لآحد الاماكن




كم كان الطريق يعج بالمارة و لكن




في وسط الزحام و كثرة المارة




و انا انظر الى خلفي تعطلت الطريق




و اختفت الناس و بدأت تتسارع الافكار
و تزداد دقات قلبي و ما عدت اشعر بغيرها في المكان

نعم طلت كالقمر و ارجعت معها ماض قديم

ما شفيت منه كل الشفاء و ان اعتقدت غير ذلك

طلت كما البياض في وسط السواد كما الجوري في وسط الخضار

و اخذت تتسارع الافكار و تتلخبط و تتخبط و تتارجح و تتهاوى 004

الى ان نزل نظري قليلاً

لارى يديها و هم يمسكون عربة فيها طفل صغير

و كم كان يشبهها

في لحظة توقفت كل الافكار و كانما احدهم تناول راسي بضربة قوية

حتى يوقظني من ماض كاد ان يعود

ما عادت من نصيبك بعد الان


تارة الى ماض محزن

و تارة الى ماض مضحك

و تارة الى ماض محرج

و تارة الى ماض مؤلم

و تارة الى ماض غريب

و تارة الى ماض اكثر من الغريب

و ضعت قلمي على طاولتي

و امسكت اوراقي و مزقتها و نثرتها الى البحر

فما آلمني اكثر مما افرحني

خذها يا بحر و لا تحاول تجميعها ~

.

بل دع اموآجك تشتتها كل جزء بمكان

و كل ماض اعده لزمانه ما عدت اريد ان اذكره

و ما عادت الذكرى تنفعني و ما عاد الماض سهل ذكراه ~



،

" رآقت لي كثيراً / رغم آلم سطورها " 004 :"(