قالت له :

هل تدرك معنى أن أكون لك وحدك .. وأن تكون لعشرات غيري ؟!

هل تعلم صعوبة أن تحتفظ بدفء أطرافك في صقيع الزمهرير..؟
أن لا تهتز بك شعرة في مهب الرياح والأعاصير ؟
لو تعلم مرارة وجع الحيرة !!


لو تشعر بألم الضبابية نحوك حين يأخذني الفكر في قلبك أن أكون أو لا أكون!
أيها الرجال .. هل صبر النساء يجعلكم متجبرين ؟؟
أتجدون في المرأة لوحا متجددا متى ماشئتم خططتم .. وأحيانا تمسحون !؟
يملأ قلبي رجل واحد .. ولا يكتفي فؤادك لو امتلأ بالملايين ..!!
لا أحتمل التشتت ولا الانقسام .. أبحث دوما عن الترابط .. الاستقرار الدفء والحنين.
تنهدت متعبة

ثم تابعت تعاتبه :
وعدتني أن تكون لي وحدي
ووعدتك أن أصدق أكاذيبك .. مراوغتك ... كل ألاعيبك.
بلغنا من الكبر عتياً ولكنك لازلت تصارع المراهقة ؛ فتجعلني في ثقتي بك كالأخرس الضرير .
امتلأت عيناها رجاء..
ثم قالت:

احذر أن يحتلني الملل منك
حينها .. ستضيع .. وأضيع .. وهؤلاء سيضيعون
احذر أن يحتويني القهر
أما سمعت عن الكيد العظيم ؟!
ما الذي تجنيه بالله عليك من العبث أخبرني ؟
ألم تقل لي دوماً .. وقتي ثمين ؟
هاتفي يشتكي إزعاجك .. مساؤك صباح ونهارك ليل طويل
ألا تستحي ؟!

تنافِس الأطفال شقاوة .. وتقف في صفوف المراهقين !
أنت تحرمني اكبر متع الحياة بين شريكين .. الإحساس معك بالأمان
طال صبري ؛ وصمتي يحمل أسى الجريح .. وهمومَ ثكلى .
أتهيم يا رجل الستين ؟!!

اعلم أن هناك صحوة ولكن لا أريدك أن تفيق بعد سنين .
أُشهد عليك أناملك التي طالما نظمت أرقاما تخونني ووريقات في كل مكان تطير.
أُشهد عليك أسماعك التي تمتعت بمعسول الكلمات ؛ وقدمك التي كثيرا ما استغفلتني
ياصديق دربي
ما أصعب التسامح .. أرجوك لا تستبيح المزيد من صبري
واعلم أن كل العطاءات .. كلها .. عند الخيانة تنتهي .. تتمزق انتحارا .. تجف افتقارا .. تحزم حقائبها وترحل
يارفيق عمري

بحثت عنك كثيرا .. فلم أجدك سوى مجرد صورة قديمة .. أحلام قديمة .. وهموم قادمة أقسم أنني منها أستجير.
أنت وحدك من البشر .. تملك كل انتماءاتي .. عليك أن تعلمني إلى أين أنت تسير .
تدّعي أنك مخلص لم تخن ..!
ولكن عالمي لا يقبل التبرير
فالنظرة دون حق .. انحدار
والكلمة دون قيد .. خيانة
هي مبادئ لا تقودني وحدي .. بل مجتمعي كله
فاقبلني بها ... أو .. استخِر