الحزن ذلك المعشوق الأبدي الذي لم يزل على

مر الدهور شامخاً متصدر كل عواطفنا، دائماً

نحب أن نتواجد حوله فهنحن نضع أنفسنا في

زوايا حادة ضيقة تكتم أنفاسنا حتى نستطيع

الإستمتاع بلذة الحزن ، وعند محاولتنا الهروب

من هذه الزوايا لانجد سوى دوائر مغلقة ندور

فيها مثل الساقيه نبدأ بنقطة وننتهي بنفس النقطة 0

لماذا لانحرر انفسنا من أسر هذا الطاغية العظيم ،

لماذا نحب دوماً أن نلعب دور الضحية ، لماذا

نحب أن نكون مثل أوراق الخريف التي إستسلمت

وجفت حتى وصلت القاع لتجد نفسها بين أرجل

الماره ، لماذا نحب أن نكون سمكة صغيرة هائمة

في الماء لتجد نفسها بين فكي قرش يطحنها في

ثانية ، لماذا نحب دور الغريق الذي وجد امواج

البحر تلعب به فقرر أن يستسلم لها لعلها ترسوا به

إلى شاطيء جزيرة مهجورة ، أو ربما تدفع به

إلى قاع المحيط ليجد نفسه جثه هامده رحلت

الى دار القرار ، لماذا نحب دوماً أن نكون تحت

المطرقة ،لماذا نحب أن نستلذ بجراحنا هل الفرح

والسرور والتفائل طريقها يبلغ كل هذه الصعوبه ،

هل سنحتاج إلى تسلق قمة إفرست أم سنتوه في

صحراء سيبيريا ، أم سوف نضطر إلى قطع سور

الصين العظيم ، أو ربما نحتاج إلى تسلق تلك

الحدائق المعلقه لعلانا نجد هذا التفائل والأمل

الذي هجرنا طويلاً 0

لابد أن نتخلص من هذا الرداء الاسود العتيق

ونستبدله برداء جميل يحمل الوان الفرح والسرور 0