صورة مع التحيه: لوزير التربيه والتعليم
صوره مع التحيه : لعميد جامعة طيبه بينبع



كلمتي هُنا " ليست إلاّ أرض شاسعة " غضباً " ورُبما سـ تستغرق وقتاً طويلاً لترتوي " ثرثرة " ؛ فـــ هكذا و بدونِ دوافعٍ ومبررات، بل و بدون مقدماتٍ أو مؤخرات سيناريو لا يدوم أكثر من ساعة، ساعة كانت قد فُصِّلَتْ، وقيسَتْ، وأُعِدَّتْ قبل ( شهر ) من تكرر المشهد ( السنوي ) الغير حضاري والغير " تربوي " من قطاع يحمل مسمى " التربية والتعليم " ...!!؟

وقبل أن نخوض في التفاصيل لا يفوتني التأكيد على أنه في كل مجتمعٍ لا بد وأن نجد من هم سيئون وليس ثمة مجتمع ملائكي في هذا الكون الشاسع بشكلٍ كامل ولكن أن يكون السوء " أخلاقي ؛ وإنساني " ومن قطاع تعليم ...!! فــ هذا والله الغير مقبول أبداً وهذا ما يُشعل فتيل الغضب و يؤجج الاحتقان بـ أشكاله المرفوضة قطعاً " طائفيةً وعرقية " بل ويُنمي أيادي الواسطة التي دائماً ما يُحاربها مجتمعنا المسلم " السعودي " والذي يسعى في كل المجالات التوظيفية والتعليمية أن يُعطي كُل ذي حقٍ حقه وأن يساوي الفرص في كل القطاعات ولكن يبدو والعلم عند الله أن " جامعة طيبة بفرع ينبع " تُغرد خارج السرب ،

...
عندما تكون رسالة " التعليم " في مستوياته المختلفة في مجتمعنا هي تنشئة الأجيال على تعاليم الدين الحنيف، وغرس حب الله والوطن في نفوسهم، وزرع القيم والمبادئ والأخلاق، وبث الفكر الواعي في طلابها وطالباتها ، ونجد من هُن على النقيض من ذلك فــ والله ذلك ما يستدعي العجب والغضب معاً ؛ فـــ أذكر على سبيل النقل القصصي من الواقع قصة إبنة جارتنا أم " ماجد" والتي رزقها الله إبنة وحيده رأت فيها حُب التعليم حتى أنها دفعت من أجلها كل غالي وثمين من أجل أن تتجاوز مرحلة الثانوية العامة وذلك ما حدث في عامنا الماضي " 1430 هـ " ؛ وبعد أن لبّت إبنتها كل الطلبات " الطويلة العريضة " التي طلبها " الموقع الإلكتروني " لــ جامعه طيبة فرع ينبع " من إختبار قدرات ؛ ونسبة عامة ؛ وتصويرات ؛ وكشوفات طبية ..إلخ ؛ حضرت إبنتها في تمام الساعه التاسعة والنصف صباحاً وكان موعدها في تمام العاشرة " أيّ أنها حاضرة قبل الوقت " المحدد بنصف ساعه وكل ذلك حرصاً منها على إحترام الوقت والمواعيد " كما تعلمت في مراحلها الدراسية الماضية " وتفاجئت في واقعٍ غير ذلك عندما أخبرتها الأستاذة المسؤولة عن أوراق التقديم بـ أنه " تم الإكتفاء " ولم يبقى لها أي مجالٍ في ذلك ....فــ تعجبت الطالبة وقالت ولكن يـ أستاذة " في موقعكم طلبتم حضوري في تمام العاشرة وهــ أنا أحضر قبلها بنصف ساعه " فـ ترد المسؤولة بـــ أسلوب راقي جداً " أعتقد أني أتكلم عربي " ؛

تلك الطالبة حاولت جاهدة دون أيّ جدوى بل وبقيت حتى الواحده ظهراً ولم يبقى أحد إلا وتوسلته ليس لشيء إلاّ لأن أصل حضورها هُنا هو حلم أمها كل تلك السنين الماضية ...!!؟ وأخيراً تعود لــ منزلها وهي تبكي وتــُردد " حسبي الله عليهم ظلموني ...والله يـ أمي ظلموني " والأم بكل صبر يــ إبنتي ( صدقيني لكِ فيها خيراً إن شاء الله ) ثم تـُكمل الأم ...وبعدين أنا عامله لكِ صحن " ملوخية تأكلي أصابعكِ وراءها " .... الأم ( قالت تلك الجملة وقلبها يتفطـّر حزناً ..وفي ذات الحين ثمة إبتسامة صفراء تلوح في الأفق فقط لــ تخفف عن إبنتها الوحيدة ؛
ويوماً بعد أخر تحاول الأم أن تــُقنِع إبنتها بــ أن لها " في الأمر خيراً " ثم تــُكمِل وأنتِ يـــ بنتي غلطانة كان من المفترض عليكِ الحضور مكبراً وأن لا تعتمدي على الموعد المحدد ؛ وتقتنع الأم وإبنتها بأن الله وحده لم يُرِد أن تــُقبل في عامنا الماضي كـــ طالبة جامعية ؛ وتزرع الأم في قلب إبنتها الأمل مجدداً بأن العام " القادم " سيكون خيراً إن شاء الله وســـ تــُقبلين بمشيئة من رفع السماء بلا عمد ؛ وتدور الأيام يوماً بعد أخر والشهور وتنطوي سنةً كاملة ويبدأ العام الهجري 1431 ؛ ومع إقترب وقت التقديم الجامعي تقلَّص نوم الأم إلى لا شيء وأصبحت تكرر الوصية لــ إبنتها بأن لا تقع في فخ المواعيد مجدداً وأن تحضر قبل الموعد بيومين على الأقل لــ تتأكد بنفسها بموعد التقديم وهذا ما حدث بـــ الفعل فـــ كان موعد التقديم يوم الأحد العشرون من شعبان الحالي ؛ وكان حضور الطالبة من يوم الأربعاء لـــ تتأكد من موعدها وقد حدث ذلك " بل وبشرتها المسؤولة " بــ أن نسبتها مقبولة مقدماً وأن الأمر لا يستدعي كل ذلك الحرص الزائد " كما أسمته المسؤولة على حد تعبيرها " وفي ليلة الأحد " الأم " داهمتها غفوة لم تتجاوز بضع ثوان قامت على إِثرها مفجوعة وموجوعه قلِقة على موعد إبنتها وتصرخ يـــ فاتن إستيقظي موعد التقديم لــ تنهض " فاتن " بقلق وتنظر لـــ الساعه إنها الثانية فجراً يـــ " أمي " ؛ لــ تتنهد الله حمداً لله إعتقدت أن التقديم قد فاتكِ
وهُنا تحضن الأم إبنتها وتمسح على رأسها وتهمس في أذنها وفقكِ الله يــ فاتن ؛

....
ويمضي الوقت ويـنطلق أذان الفجر ليصحوا كل شيء تسبحياً وتهليلاً للخالق الكريم ؛ وفي تمام السادسة والرُبع صباحاً تقف فاتن " أمام بوابة الجامعه " للعام الثاني على التوالي ؛ وماهي إلا ساعتين ويختلط الحابل بالنابل و توصد جميع الأبواب في وجه " الطالبات" بما فيهن فاتن ...!!؟ والسبب هو ذات السبب " الإكتفاء ...!! " ليبقى السؤال الهالك متى إكتفيتم ولماذا لم تحترموا أوقاتنا وتكلفوننا عناء المجيء ومشقة الطريق والصبر على حرارة الجو وتضيف فاتن وأمل الإنتظار كل هذه المده مادمتم إكتفيتم ثم لماذا تضعون موقعاً للتقديم من " الأصل " إن كنتم قد إكتفيتم قبل أن يبدأ التقديم .....!!؟؛
وأخيراً تعود فاتن لــ تبكي ...وتعود أمها لــ تطهي لها صبراً قد يطول الوقت قبل أن ينضج ؛
خاتمة /
إحترمونا نرجوكم إحترمونا ليس من أجل شيء لكن على الأقل لأننا بشر ..!!

احترمونا لأننا لا نحمل الا الجنسيه السعوديه






بروفيسور ينبع