مدخل


حياتنا صفحاتٌ
تطوى
الواحدة تلو الأخرى
تحتوي ضمناً
مشاعر وأحاسيس متناقضة
تائهة

ولكنها
قطعاً
متأرجحة هي
بين الفرح والحزن

كـ ـقطبي المغناطيس المتناقضين

فنتأرجح
معها
وندور في فلكها
منساقين
لقوّتها

وتحلق معنا مشاعرنا
تنصهرُ فينا
وتتشابكـ

هكذا هو الكون
علاقات
وحلقات متشابكة

والسعيد .. يُسْعِدْ
من حوله
ويَمُدهم بمعنى أكبر من
الفرح الذي بداخله

بينما ذلكـ الحزين
يتقوقع على نفسه
يحرقها
ينسفها
ويُتعسها

ومنهم من يختفي
وراء تلال من الضحكات المزيفة
لا توّلد غير ما يوازيها
من شفقات
تلتفُّ حوله
فتخنقه


***


بسمـ الله الرحمن الرحيم

إليكـَ أيها الحزين
رسالتي
بتفانٍ أُعَنْونها
وبإخلاصٍ
أرسلهاأن تأخذها


بأن تطوي
صفحة حُزنكـ
طويتان

فـ ـلا يتسلل منها
هماً
ثائراً
قاهراً


فيغشى سطوراً
وصفحاتاً
شتى

أحكمها
وداعب ثناياها
مودعا
سراباً قد أفل
وسواداً قد رحل
وضباباً
تبدد دون كلل أو ملل


ولديَّ .. ها هنا حقيبتي
مليئة بالحكايا
والعطايا
سأُعطيكـ منها الوصايا



فـ ـهاكـَ .. من يديَّ

زهور
الفل والياسمين
والكاد والنرجس
وأقوى
الرياحين

أُنثرها حولكـ
سيعطّرُ شذاها

بؤساً
سكن الحنايا
وأزال منها المُنايا


فـ ـيزهر معها الأمل
ينساب في الجوف
كالعسل

أبيضٌ رقراقٌ
بلا زلل
كشلال ماءٍ من الجبل إنحدر


وهاكـَ .. من يديَّ

عناقيد عنب
لذتها
تنسيكـ
لوعةً
لها
رقصات شتى
استوطنت
حتى
اتخذت من الفؤاد
وهاكـَ .. من يديِّ

طيرا الكناري
سيُطربانكـ
بألحان عدة
لها في الوجود ندرة
تمحو الوجد
بقدرة

ريشهما
يزهو بخمائلٍ
غير رثّة

وهاكـَ .. من يديَّ

قلب آخر .. نسجه فاخر
يفوق في جوهره

صدق
الطفل في حديثه
وكرم
الطائي في زمنه
وشعر
المتنبي في عهده

معه تمتلك .. وجوداً مختلفاً

به يجود الغمام
بمطر عذب

يغسل .. الهمّ والغمّ
يحيلهما
رضا وسكون
وفرح حنون
كـما اليَـمّ



وهاكَـ .. من يديَّ
فرشاة
برقتها .. تزيل
ما بقي من
شوائب

بها من الألوان
ما تزيّن بها
حياتكـ
بعد
النوائب



وأخيراً
أراني قد وجدت
في حقيبتي

هذا القلم

إنه (سوبر قلم)

به
ستكون (يا أنت)مختلفاً

فـ ـمداده
بريقٌ .. أخّاذ

وخطه
حبٌ .. وهّاج

ونقشه
صدقٌ .. أجّاج


وتأكد .. تأكد

ستسمو روحكـ .. ويجف وجدكـ
ويولّي بؤسكـ .. وتُنار حياتكـ
وتهاجر طيور حزنكـفهل وَجَدَتْ رسالتي مكاناً عندكـ ..؟











للأبد

تساؤل
مسرحا


بنصيحةٍ .. لكـ