السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


عن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
{قال الله تبارك وتعالى: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب عبدي إليَّ بأحب مما افترضته عليه، ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به،وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن استعاذني لأعيذنه } متفق عليه.


حديث عظيم .. اثر فيني كثيراً
من منا لا يطمع في حب الله له .. ان اعظم مايتمناه المسلم هو حب الله له ..
جاء في صحيح مسلم تعليقاً على قوله تعالى : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودّاً " مريم ، 96.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في هذه الآية : " إذا أحب الله عبداً نادى جبريل : إني احببت فلاناً فأحبه فينادي في السماء ثم ينزل له المحبة في أهل الأرض "

اذاً كلنا نريد حب الله و من الطرق المؤدية له هي النوافل كما فالحديث الاول..


النوافل هي ماسوى الفرائض اي هي عبادات مشروعة يتقرب بها العبد الى ربه وليست واجبه عليه لكن يجب فيها الاخلاص لله والمتابعة وهي الظابط في كل العبادات



تفسيرا لهذا الجزء من الحديث..
((وما تقرب عبدي إلي بشيءٍ أحب إلي مما افترضته عليه ... ))
، يعني أداء الصلوات ، أداء الحقوق إلى أربابها ، بر الوالدين ، وجميع الواجبات التي أمرنا الله بها ، بعد أن تؤدي كل العبادات الله عزَّ وجل أمرنا بغض البصر ، فقبل أن تغض البصر ، الأعمال الصالحة غير مقبولة ، لأنك مصر على شيء ، على شهوة ، فلابد من أن تأتمر بما أمر الله ، لابد من أن تنتهي عما عنه نهى الله
وبعدئذٍ تفعل النوافل . قال : ((وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل ... )) ، الآن جاء دور النوافل ، أنت تقربت إلى الله بالفرائض ؛ الصلوات الخمس ، الصيام ، الحج ، الزكاة ، حقوق الوالدين ، حقوق الزوجة، حقوق الأولاد ، حقوق الجوار ، حقوق مَن تعاملهم ممَّن هم دونك ، ممن هم فوقك ، أديت الحقوق، حقوق المسلمين ، حقوق غير المسلمين ، أديت كل شيء الآن ما أروع النوافل ، ((... وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل ... )) .

يصلي قيام الليل
، الآن قيام الليل بعد الصلوات الخمس شيءٌ رائع ، يصلي صلاة الأوابين ، يصلي صلاة الضحى ، وبعد زكاته الواجبه يزيد عليها صدقات ،و يدفع أكثر من الزكاة ، يساهم في بناء المساجد ، يساهم في إقامة دور العجزة ، يساعد الأرامل ، يساعد المساكين ، يتعطَّف على الناس ، يعين ضعيفهم ، يعطي فقيرهم ، رائعٌ جداً أن تقوم بالنوافل بعد أداء الفرائض .


قال : ((... حتى أحبه )) ، يعني ما في مرتبة على وجه الأرض تفوق أن يحبك الله عزَّ وجل ، ((حتى أحبه )) .

قال : ((فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ))
هذه الكلمات إشارات إلى نصر الله عزَّ وجل ، يعني يسمعك الحق ، ويسمعك الذي ينفعك ، ويسمعك ما أنت بحاجةٍ إليه ، وترى بنور الله حقائق الأشياء ، ترى بنور الله ، تسمع بنور الله ، تتحرك بنور الله ، تعادي بنور الله ، تواصل بنور الله ، تقطع بنور الله، تصل بنور الله ، تعطي بنور الله ، تمنع بنور الله ، تبطش بنور الله ، تنتقل من مكان إلى مكان بنور الله ، هذه معنى أنه كنت سمعه ، وكنت بصره ، وكنت يده ، معناها أن كل حركاتك وسكناتك في تأييد ، وفي تسديد ، وفي هدى ، وفي رشاد ، وفي توفيق ويصبح المسلم محاسبا لنفسه يراقب الله في كل اعماله فيحرص ان لا يرى مايغضب الله ولا يسمع ما يغضبه ولا يمشي اليه ولا يسمعه يكون همه رضى الله وعند اذ يرضيه الله ويرضى عنه ، ويكون الله موجها له نحو ما ينفعه .




هناك ملاحظة مهمة:::
بعض الناس يهتم بالنوافل اكثر من الفرائض وهذا من الجهل وقلة الفقه وتلبيس الشيطان
فالمطلوب من المسلم اولا ان يقيم الفروض كما تجب ويؤديها على اكمل وجه ثم بعدها النوافل لان النوافل لا تقبل منه دون اقامة الفرائض كما تجب

ما الفائدة ان كان احدهم يصلي الفرائض ولا يخشع فيها ثم يصلي الوتر ويخشع ويدعي اليست الفريضة اولى ..


فهيا إلى الاستزادة من النوافل، عسى أن يزيدنا الله تعالى من رحمته وفضله، والله تعالى أكرم وأعظم على الدوام، وفي الحديث "من تقرب إليّ شبرا تقرّبت إليه ذراعا...".



اللهم صلي على محمد وعلى ال محمد كما صليت على ابراهيم وعلى ال ابراهيم انك حميد مجيد

دعواتكم منقول لعيونكم