نهار بارد جداً، أمطار في كل مكان.

تعود بي الذكرى إلى ذلك اليوم العاصف
.رعد يزلزل الأركان وأمطار تثقب الأرض في غضب..طرق مكسرة
،برك من الماء ووحل يحتل الطرقات.
أكاد أتنفس بصعوبة وينتابني شعور بالعجز والوهن .
وعلى الرغم من هذا الوضع الكارثي…..
كانت هناك ..صغيرة،رقيقة، ترتجف بقسوة.
سرت في داخلي قشعريرة وأنا أنظر إليها من
خلف نافذتي المغلقة بإحكام.
قطرة ماء كانت تعاني هناك وحدها ودون أن
يكون معها أحد،فلا أحد يحتمل ذلك البؤس الذي كانت فيه.
حتى المطر والذي هي جزء منه لم يرحم ضعفها
وعذابها ،وداستها أقدام السيارات العابثة.
نظرت إليها و تعجبت كيف تحتمل كل هذا الألم .
ما الذي يمنعها أن تلقي نفسها في البحر عله
يحميها ويكون لها عوناً في محنتها؟
ولكني عدت وراجعت نفسي ،فالبحرقد
يمتص ألمها ولكن هل يستطيع حمايتها؟
قد يكون بحاجة إلى عون هذه القطرة البائسة
ليستجمع شجاعته ويصرخ في وجه المطر أن توقف ..
آن للشمس أن تشرق ..
آن لهؤلاء الضعفاء أن يفتحوا نوافذهم وأبوابهم ويخرجوا.
كفاهم نوماً كادوا يتعفنون تحت الأغطية الوثيرة …
هل ماأسمعه صحيح؟
لا ..لا ..لابد أنها خيالات من شدة البرد ،
سأنهض لأعد شيئاً دافئاً عله يجلب النوم إلى جفوني المثقلة.
وضعت الماء على النار …

وفجأة وإذا بصوت على نافذتي ،
فتحتها وإذا بها تلك القطرة الصغيرة..
لابد أني أحلم ولكن مهلاً فأنا متيقظة
وهناك قطرة تستنجد بي من البرد..
نظرت حولي…لاأحد.. أدخلتها،ولكني
لن أتمكن من إبقائها حتى الصباح.
ما العمل، كيف أحميها من البرد وأنا لم
أستطع أن أحمي نفسي من الصقيع في الخارج.
أشفقت عليها وقررت أن أضعها في كوب
من الشاي لتدفئ وتستريح ،حتى تجمع شتات نفسها
وتقرر أمرها ،هل سترجع إلى تلك الحفرة ،
هل ستتعلق بالمطر وتصعد معه إلى السماء،
أم تراها ستحتضن البحر؟
تركتها وما زالت الحيرة تتملكني ،
هل ستحميني قطرة ماء؟؟؟؟