لنا في معترك الحياة أنواع للوداع ..
لعلي أجملها في ثلاث رئيسة :




1- وداع الصديق لصديقه .. والصديقة لصديقتها ..
لا أتكلم الآن عن مقاصد تلك الصداقات ..
فأنتم تعلمون أن منها المبني على اخوة في الله صادقة ..
ومنها ما بني على منافع متنوعة ..
منها المقبول ومنها المرفوض ومنها كذلك ما كان بينهما ..
هذا الوداع وإن كان حارقا ً للقلب فيه حينه ..
إلا ان القلب يسلو مرة بعد مرة بتتبع أخبارهم الجميلة ولو تفرقت الأجساد ..


2- وداع الأجساد الإجباري .. بمفارقة الأرواح لها ..
فهذا حبيب فارقنا بجسده وفاضت روحه إلى بارئها ..
ولم يبق في حطام الدنيا مزيد وصال ..
لم يبق إلا أمور معنوية مجملة في الدعاء الصادق بالاجتماع الأبدي في جنة عرضها السموات والأرض ..
هذا الوداع كذلك حارق للقلب ..
ودام ٍ لها ..
تمرض الاجساد بمفارقة من يحبون ..
ويغلب الهم والحزن ..
تمازج صارخ بين العبرات والعبارات ..
عبرات بذكراه ..
وعبارات بمآثره ..



3- وداع اهل الجنة لأهل النار ..
وهو الوداع الذي لا لقاء بعده ..


وهو الخسارة والخذلان لفريق ..
والفوز والسعادة لفريق آخر ..



هذا الوداع يترتب عليه أعباء ..
هذه الأعباء متمثلة في أعمال البر والطاعة ..


عبادات وصلات ..
حسنات وأجور ..
تمثل الآمان التام بعد رحمة الله تعالى ..
ولذا أحبتي في الله ..
فلنستعد لذلك اليوم ..
ولنتهيأ ..
فإن العمر يمضي ..
والأحباب من حولنا يختفون ..
فمنهم مفارق دنيوي ..
ومنهم مفارق أخروي ..



فلنكن من أهل المبادئ ..
ولنكن ممن اتضحت معالم طريقه فنقت مسيرته ..
عل الله عز وجل بفضله ومنه ورحمته وعفوه ..
أن يجمعنا بمن نحب
في جنة عرضها السماوات والأرض ..
في مقعد صدق ٍ عند مليك ٍ مقتدر .

أأأمين