طلع معاها الشقة اللي أصرت توريه إياها غرفة غرفة , وجلست معاه في غرفة التلفزيون و أصرت ماتتحرك من عنده , شويه ودق جرس الباب , راحت وفتحته لقيت في وجهها آيس كريم الشوكلاته , بعده وقال : ارتحتي ..
ابتسمت له وهمست بصدق : الله لا يحرمني منك ..
كانت كلمتها نابعة من أعمق أعماق قلبها , حس جاسم بقلبه ينبض بقوة من همستها , دخل وصك الباب وهو يقول بخشونة : طيب , وين عمر ؟؟..
قالت : في غرفة التلفزيون ..
ولمن جا بيتحرك مسكت ثوبه , التفت لها بتساؤل , همست بخجل وهي تلعب في أصابيعها : أنا ... قصدي في الشارع ... يعني ...
وجعه قلبه إنها تبغى تعتذر عن اللي صار غصب عنها , همس : شكل عمير كان شقي و حبوب ..
طالعت فيه بصدمة وكمل هو بهمس : الولد اللي شبهتي عليه فيه نظرة شقاوة , يعني شكله من الناس الحرشة اللي تحب العناد والأذية ..
تساكبت دموعها بلا مقدمات وهي تهز راسها بإيوه بدون صوت , همس وهو يحط يده على راسها : تكفين لا عاد تصيحين ..
لمن سمعت نبرة الخوف والحب بين طيات كلامه زادت دموعها وهي تهمس : غصب عني ..
ابتسم رغم الثقل اللي يحسه في قلبه وقال بأذية : ترى شكلك يصير يخرررع يوم تصيحين , يبغالي أصورك عشان أفجع بها البزران ..
غطت وجهها وهي تقول : سامحني , أنا عارفه إنك منته ناقص , كافي المشاكل اللي انت فيها , بس والله غصب عني ..
قال بألم : ولو قلت لك إن دموعك توجع قلبي , تراني عصبي وقاسي لكن والله ما أقوى على دموعك ..
همست بوجع تشتكي له من دون ماتبعد يدينها : ما أتذكرهم ..
زفر وضمها وهو يقول : يتهيأ لك , صورتهم في قلبك محفورة ..
قالت وهي تحاول توقف دموعها : ما قلتلها سامحيني إذا غلطت عليك , ما قلت لعمار إني ما حسيت بفقد أبوية لأنه عوضني , ما قلت لعمير إني أحترمه حتى لو كنت دايما أهزئه وأتضارب معاه , كان نفسي أقولهم هذا كله , كان نفسي أقولهم إني أحبهم , في أشياء كثيرة كان ودي أقولها لهم لكني ما عرفت إني بأفقدهم في غمضة عين ..
حس بغصة في أعلى حلقه فسحب نفس عميق وهو يقول : محد يعرف المستقبل إلا علام الغيوب , صح ؟؟ ولو عرفتي المستقبل كان غيرتي شي من اللي كتبه ربي لك !! يعني إذا إنت الإنسانة الملتزمة القوية الصابرة قلت هالكلام اش خليتي للبقية اللي زيي ها ؟؟
ضحكت من بين دموعها وقالت بصوت مخنوق : لا تستقل نفسك يمكن إنت عند الله أحسن مني مليووووووون مرة ..
كلمتها انحفرت بداخله وهو يتذكر معاصيه وتفريطه , ابتسم وقال : أحسن بمليونين مو مليون واحد ..